Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 23/09/2013 Issue 14970 14970 الأثنين 17 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

ذلك الشرق العظيم.. ماذا نعرف عنه؟ ماذا يعرف عنا؟!

- زرت قبل أكثر من عقديْن من الزمن فاتنة الشرق الأقصى سنغافورة، ثم كررتُ الزيارة بعد ذلك مرّتين أو ثلاثاً، لأعود في كل مرة بانطباعات، بعضُها خاصة وأخرى عامة عن تلك البقعة من الأرض، إنساناً وجماداً، وما طفق الهاجسُ يراودني من جديد لأُعيدَ الكرّة زيارةً لتلك الجزيرة الرابضة في حضن المحيط الهادي!

) ) )

- ألهمتني آخرُ زيارة لسنغافورا خاطرة يختزلُها السؤال التالي:

- ماذا نعرفُ نحن العربَ عن هذا الشرق المترامي الأطراف، المتعدَّدِ أعراقاً وأعرافاً ودياناتٍ ونُظماً؟!

- ماذا نعرف عن تلك المساحة العريضة من الأرض التي يقطنُها أكثرُ من ثلث سكان كوكبنا الشقيِّ السعيدِ بأهله وتحدياته وطموحاته؟!

- ماذا نعرف نحن العربَ عن هذا الشرق المتعدّد.. ألْسُناً وجذوراً أثْنيّة وثقافية وتاريخيّة.. وتضاريسَ ومناخاتٍ.. وانجازاتٍ حضارية..؟!

- ماذا نعرف عن هذا الشرق العجيب الذي يضم أضخمَ تجمُّع مسلم في بلد واحد.. وهو إندونيسيا، وأضخم تجمع سكاني (متاجنس) الجذور.. وهو الصين، وأغرب تعدّدية في الأديان والألسُن والعَادات.. وهي الهند..!!

) ) )

- وفي المقابل.. ماذا يعرفُ عنّا نحن العربَ هذا الشرقُ العجيبُ.. عدا أننا منظومةٌ متنافرةٌ من الأعراق والأعراف.. والنظم السياسية والاقتصادية، تجمعنا لغةٌ واحدة.. وتفرّقُنا أشياء.. مصالح.. وموارد.. وغايات؟! منا الغنيُّ مفْرط الغنىَ، ومنا المتواضع مورداً ومعاشاً!

) ) )

- ماذا يعرف عنا هذا الشرقُ العجيب نحن عربَ الخليج خاصةً،

عدا أننا نُفطر ونتغدّى ونتعشَّى بل ونتنفّس نفْطاً! وأننا وبعضَ (أشقائنا) العرب الآخرين.. نسعى ما وسعنا الجهد.. لإقامة (جسور) من الفهم والتعاون.. وتبادل المصالح.. مع الغرب.. ونحرصُ.. ما وسعنا

الحرص.. على (تلميع) هُوية إنساننا العربي وثقافتنا.. عبر إعلامنا المكتوب والمرئي والمسموع!

) ) )

- ورغم ذلك لم يفلح.. معظمنا حتى الآن لبلوغ تلك الغاية.. بالقدر الذي كان يتمنّاه.. لم نفلحْ.. لأسباب أعجزْتنا الحيلةُ عن إدراكها حتى الآن.. قد يكون أحدُها.. ضعفَ وسيلة وآلية (الخطاب) الذي نحاول العبور من خلاله إلى العقل الغربي.. وقد يكون ثانيها ما رسَى واستقرّ من (موروثنا) عبر السنين في ذلك العقل.. من (رومانسيات) التاريخ وحيثيات المجتمع والسياسة والاقتصاد، وما اقترن به من سوء الفهم والتأويل.. وقد يكون ثالثُها.. إصرارَ العقل الغربي نفسه.. على صدّ الرغبة في الفهم.. كي يبقَى الشرقُ شرقاً.. والغربُ غرباً.. ولا يلتقيان!

) ) )

- أعودُ من حيث بدأتُ.. فأقول:

- هذا الشرق الرابض في خاصرة القارة الآسيوية.. يجهل عنا الكثيرَ.. ونجهلُ عنه الأكثرَ.. رغم تواصلنا المستمر معه،ورغم الجسور التي تربطنا به.. اقتصادياً.. وحضارياً!

) ) )

- ألا يستحقّ هذا الشرقُ منا لفتةً إعلامية ذكيةً تسير في اتجاهين: تزيدُه بنا ألفةً.. وتمحو من ذهنه ما علق به عنا من أشباه الحقائق والأوهام، وفي الوقت ذاته، (نتعلم) عنه ما يزيدنا به معرفة وتعاوناً وقرباً!

) ) )

- هذه التأملات.. أطرحها بعفوية تتبرّأُ من المبالغة.. ومن الهوى على أعتاب الجهات الرسمية وشبه الرسمية المعنية بها.. محلياً.. وخليجياً وعربياً.. لعل هذه الوقفة البريئة.. العابرة.. أن تحرك ماء راكداً.. هنا أو هناك، فتولد مبادراتٌ.. ترفع رصيدنا من المعرفة.. ومن الأُلفة.. ومن الفهم.. لشعوب وكيانات ذلك الشرق العظيم وصولاً إلى مستوىً أفضل من التعاون في المجالات المنشودة!

الرئة الثالثة
ذلك الشرق العظيم.. ماذا نعرف عنه؟ ماذا يعرف عنا؟!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

عبد الرحمن بن محمد السدحان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة