تمر ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانون، والمملكة العربية السعودية تعيش نمو واستقرار وازدهار، في منطقة تتعرض لقلاقل وهزات سياسية واجتماعية لا يعرف أحد ما سوف تنتهي عليه، لكن في المملكة العربية السعودية، وفي ظل قيادة حكيمة من قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، استطعنا أن نحافظ على مكتسباتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفوق هذا كله الأمان الذي ننعم به، ولذلك لا بد من العودة بالشكر والثناء والعرفان للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي وحد هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله، وأقام وحدة وطنية في المملكة العربية السعودية بعد أن كانت أقاليم وقبائل تمزقها المنازعات والصراعات فيما بينها، ويتدخل الأجنبي في شئونها الداخلية ليزيد من فرقتها وضعفها.

تمر الذكرى الـ83 من اليوم الوطني والمملكة بدأت تلمس نتائج وتجني ثمار خطط خادم الحرمين الشريفين في التعليم العالي، حيث انتشرت الجامعات الحكومية في جميع مناطق المملكة، إن لم تكن أكثر من جامعة في بعض المناطق، فوصلت إلى 25 جامعة حكومية، كان آخرها الجامعة السعودية الإلكترونية التي أنشأت قبل سنة ونصف لتواكب تطورات التعليم العالي في التقنية عالمياً، إضافة إلى الدور الذي لعبه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي وصل عدد المبتعثين فيه أكثر من 140000 ألف، يدرسون في مختلف دول العالم ومختلف التخصصات، ليكونوا رافداً تنموياً يساهم في بناء الوطن وتطوره.

أما جامعة الملك سعود، الجامعة الأم، فتمر ذكرى اليوم الوطني هذه السنة، وهي تحظى برعاية كريمة ودعم لا محدود من خادم الحرمين الشريفين ، فها هي مشاريعها تشارف على الاكتمال، خصوصاً أن الحرم الجامعي للبنات قد اكتمل، وانتقل إلى المدينة الجامعية، وكذلك مشاريع الإسكان والوقف التي سوف ترى النور قريباً، لتصبح الجامعة معلماً حضارياً وتنموياً في المملكة العربية السعودية، ورافداً من روافد صناعة الإنسان المتعلم الواعي، حيث المراكز البحثية المتقدمة وكل سبل الحصول على المعرفة متوافرة لدى الجامعة وشقيقاتها من الجامعات الأخرى.

لا شك أن ذكرى اليوم الوطني لها طابع خاص، ويجب أن تكون محطة لنا نستذكر بها تاريخنا ونستشرف من خلالها مستقبلنا، فدمت وطن العز عزيزاً شامخاً كل عام.