Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 24/09/2013 Issue 14971 14971 الثلاثاء 18 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

حكمة القيادة في نهضة وبناء الشعوب

رجوع

حكمة القيادة في نهضة وبناء الشعوب

إن الأحداث الجارية في منطقتنا العربية أظهرت لنا وبشكل واضح وجلي أساس بناء الدولة العربية، مما جعلنا نقف وقفة أمام التأريخ المعاصر الذي أُسست عليه الدول العربية، لنرى لماذا أدت الأمور إلى كل هذا الدمار الحاصل، ومن ثم نحلل أسباب وصول الوضع النفسي للشعوب إلى كل هذا الاحتقان حتى وصل إلى مرحلة الانفجار الفوضوي المخيف، هنا نقف أمام المقارنة بين نمط الحكم للأنظمة الجمهورية التي حكمت بالنار والحديد وعسكرت شعوبها، وبين نوع آخر من الحكم ألا وهو الحكم الملكي والأميري الذي أخذ على عاتقه بناء الأوطان وبناء الإنسان، لنرى أن جميع الحركات الثورية التي حدثت في دول محكومة بالأنظمة الجمهورية، كانت تلك الأنظمة قد تقلدت حكم أوطانها، وكان هناك مقومات أساسية للنهضة في أوطانها من قبل استلامها للحكم، فمثلاً كانت تلك الدول قبل نشأة الحكومات الجمهورية تتمتع بمستوى لا بأس به من التعليم والبناء والثقافة، بينما كانت منطقة شبه الجزيرة العربية، ومنها نجد والحجاز والكويت والإمارات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة من البناء والتعليم، وهنا بدأت نقلة نوعية في بناء الإنسان العربي، فلو عُدنا للمقارنة بين إنسان كان على مستوى من التعليم والتطور إلى إنسان آخر منخرط في نزاعات قبلية ضمن ظروف وبيئة قاسية، نجد الآن أن النتائج أصبحت عكسية بفضل نوع الحكم وسياسته في كل البلدان العربية، فالحكومات الجمهورية رجعت بشعوبها إلى عهود النزاعات والاقتتال والدمار والفقر والجهل، أما الحكومات الملكية والأميرية كانت وبكل أمانة عكس ذلك، ولنأخذ مثالاً في المملكة العربية السعودية قبل أكثر من مائة عام كانت هنا أرض المملكة عبارة عن مسرح كبير للنزاعات القبلية التي تفتقر للاستقرار والتعليم والنهضة، ونأخذ مثالاً آخر في مصر والعراق وبلاد الشام، حيث كانت تلك البلدان تتمتع باقتصاد جيد وتعليم جيد واستقرار، نجد أن البلد الذي كانت فيه الفوضى عارمة مثل شبه الجزيرة العربية نهض نهوضاً كبيراً على جميع الأصعدة بعد توحيده على يد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - فبدأ التوطين والعمران والنهضة العلمية والتطور والأمن والعيش الكريم والتآلف، وهناك على الجانب الآخر في المثال الآخر بدأت الحروب والتدمير الإنساني والعمراني، مما جعل المشاهد متناقضة بين بلد وشعب وشعب آخر بشكل واضح وجلي، وخير دليل على ذلك الأوضاع الآنية في كل البلدان والوضع النفسي لكل الشعوب اعربية الشقيقة، لذلك نقف احتراماً لحكومات أصبحت مثالاً للنهضة والتطور العلمي والعملي، وجنّبت شعوبها الفتن والمشاكل، كما تقف واعظة لحكومات آلت بأوضاع شعوبها إلى ما آلت إليه من دمار.

ونسأل الله أن يتم نعمة الأمن على شعوبنا العربية والإسلامية، ويعيننا على النهوض بإنسان عربي يواكب التطور العالمي الكبير.

- فيصل حروش الجرباء

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة