Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 24/09/2013 Issue 14971 14971 الثلاثاء 18 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

تعزيز اللحمة الوطنية وسط عالم مضطرب ومتغير:
مطالبات بالتجديد والتطوير في احتفالاتنا الوطنية

رجوع

مطالبات بالتجديد والتطوير في احتفالاتنا الوطنية

الجزيرة - نورة مروعي عسيري:

شهدت الأيام الماضية استعدادات هائلة للاحتفاء باليوم الوطني، في وقت نرى فيه الكثير من الدول العربية تعصف بها خماسينات كانت سببا بالنسبة لهم في حياة تخلو من الأمن والأمان، لن أسميها ربيعا عربيا بل هي خماسين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.. هذه الرياح التي تسببت في انعدام الرؤية الأفقية لمستقبل هذه الشعوب فأصبحنا عاجزين على قراءة المشهد العربي واستقرائه.

إن هذه الاحتفالية -وحدة وطن- ذكرى غالية على قلوبنا جميعا منذ عام 1351هـ في عهد -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي يوافق هذا العام يوم الاثنين 17-11-1434هـ تعد بحق انطلاقة وميلاد شعب جديد، فكيف ستكون الاستعدادات لهذه المناسبة وما هي الرسائل التي ستحملها هذه الاحتفالية وأي الفئات المجتمعية ستستهدف.

أعتقد في هذه الأزمات الشرق أوسطية لابد وأن تعزز هذه الاحتفالية اللحمة الوطنية وإظهار كل الإنجازات الحقيقية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وألا تكون الاحتفالية بشكل تقليدي معتاد لابد من البحث عن طرق جديدة، فهي تختلف عن غيرها في السنوات الماضية لتزامنها مع أزمة أمنية تعاني منها الشعوب الشقيقة المجاورة وإن كانت طبيعة المجتمع السعودي وتركيبته تختلف تماما عن طبيعة الشعوب الأخرى، فهناك ثوابت عقدية وتربوية واجتماعية ودينية تجعل علاقة المواطن والمواطنة السعودية يحملان قدراً كبيراً من الولاء الوطني والعلاقة الحميمة مع القيادة، بل إن هذه العلاقة قويت وشائجها بعد الإنجازات العظيمة التي يشهدها الحرم المكي في أكبر توسعة شهدها منذ سنوات، وإن كان هذا الاهتمام بالأماكن المقدسة ليس بمستغرب على الأسرة الحاكمة فهم يولونها جل الاهتمام.

الأمر الآخر الجدير بالتنويه عنه هو أن هذه الاحتفالية لابد وأن تشهد تفعيلا حقيقيا لدور المرأة بصفتها نصف المجتمع، وهذا التفاعل النسائي هو حصيلة الاهتمام الذي يوليه مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمرأة السعودية فهي الأم المربية والزوجة والأخت والبنت، وفي المجال الوظيفي هي المعلمة والطبيبة والممرضة والمحامية والعالمة والداعية، لذا وجب عليها المشاركة أو بمعنى آخر أن يكون لها حظ وافر من تفعيل دورها بصفتها نصف المجتمع، وما هذا التفاعل إلا عرفاناً بالجميل للوالد القائد الذي جعل مشاركة المرأة السعودية في صنع القرار أمراً لا مناص منه، ففي عهده -حفظه الله- أصبح للمرأة حقها في حصولها على الهوية الوطنية، وفي عهده سمح للمرأة بإدارة أمورها المالية بدون وكيل، وفي عهده أصبح للمرأة حق في العضوية الكاملة في الترشح لمجلس الشورى والمجالس البلدية، وفي عهده أنصفت المرأة في كثير من القضايا الاجتماعية كالوصاية والحماية والولاية، كل هذه الأمور أسهمت في تقوية الروابط الاجتماعية في الدولة وأسهمت في تقوية اللحمة الوطنية، ولا ننسى المنهجية الجدية التي تبناها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الحوار الوطني والمصالحة العربية، هذه السياسة التي انطلق منها في سياسته الإصلاحية الداخلية والخارجية التي انعكست إيجاباً علينا كأفراد انخرطوا بشكل أكثر انسيابية وإيجابية في مجتمعهم السعودي، وهذه السياسة الإصلاحية التي يدعمها أيضا اتضحت جلية في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، كل هذه الإنجازات التي تبناها خادم الحرمين الشريفين تستحق الإشادة، وبالتالي على الجهات المعنية وذات الصلة التركيز على شريحة بعينها من المجتمع، وهم شريحة الشباب من سن الخامسة عشرة لسن الخامسة والعشرين لقلة خبرات هذه الشريحة أحياناً في الحكم على بعض الأمور، ربما بسبب الاندفاع وراء شعارات بعينها، وربما للتأثير الكبير بالواقع الإعلامي الحالي، وحسب وجهة نظري فإن التركيز على هذه الفئة لن يحقق أهدافه إلا في حال جعل هذه الطاقات هي بنفسها تفعل هذا اليوم والسماح لها بالتفكير والبحث والاطلاع وأخذ مقترحاتهم بجدية لإظهار هذا اليوم المهم بشكل يتناسب مع تطلعاتهم ليستمتعوا بهذه الاحتفالية التي هم من وضعوا أفكارها ونفذوا مقترحاتها.

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة