Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناTuesday 24/09/2013 Issue 14971 14971 الثلاثاء 18 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

اليوم الوطني 83

يوم الوطن ومفهوم المواطنة

رجوع

ليس الوطن بقعة الأرض التي ننتمي إليها وأهلنا وجيراننا وديننا ولغتنا فقط.. الوطن منظومة تضم هذه الأشياء في سياق مسؤوليتنا نحو المحافظة عليها والمضي بها نحو الأفضل. هذه المسؤولية يجب أن تكون خياراً يرتبط بوجودنا كأمة إن أردنا لأنفسنا وأولادنا مكاناً بين الأمم. والمسؤولية تقتضي المبادرة والفعل والصدق، والحماس الذي لا يصح أن نفقده أبداً.. لا أجد هذا الكلام مثالياً ولا مبالغاً فيه، بل هو ببساطة «الوصفة» التقليدية لحياة كريمة لنا ولأجيال تأتي من بعدنا، لهم في أعناقنا دَين المواطنة الصالحة. وهنا يحضرني بأن «ما لا يؤتى كله لا يترك كله»، «فوصفة المواطنة» هذه لها ألوان وأشكال كثيرة يتبناها الناس، كل على ذوقه وطريقته وفهمه وطاقته. إن الوطن، سواء كان مسقط الرأس أو خلافه، مفهوم عميق قد لا نستطيع إدراكه خلال حياتنا، ولكن بالتأكيد نستطيع أن نعيش المواطنة بما يرضي الله.

ورغم ما تزخر به مصادر المعلومات من تعريفات تختلف وتتفق، من تعريف أرسطو الذي يقسم المواطنة إلى درجات، إلى تعريف عصري بسيط «هي فعل التعايش في مدينة» حسب عالم النبات الأميركي آرثر جاكوبسون، مروراً بتعريف الجمعية الكويتية للعمل الوطني «هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية»، تبقى الأسس والقيم واحدة. ولكن كيف نعلم أولادنا ما هو الوطن؟.. هنا يكمن باعتقادي عمق هذا الدَين. عمر الإنسان المحدود يحتم عليه تسليم الراية لجيل بعده خلال فترة قصيرة، أن يسلمه أرضاً تصلح مصدراً لغذائه وهواء يصلح لتنفسه وماء يصلح لنواحي حياته المختلفة. هذا هو ما يجب أن نعلمه لأولادنا. المفهوم مباشر وسهل، والقدوة خير معلّم.

(بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام) بيت من الشعر اختلفوا في سنده وكلماته، هل هو لأبي فراس الحمداني أم لأحمد شوقي أم الشريف ابن إدريس، ولكن ذلك لا يهم لأن المعنى ظل في قلوب الأجيال التي توارثته. وتبقى الخواتيم مقياساً للعِبَر.

د. مهى القنيبط - وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة