Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناWednesday 25/09/2013 Issue 14972 14972 الاربعاء 19 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

محليــات

لدينا هيئة معنية بأمور السياحة والتراث توعدنا في كل عام بمزيد من التطور، وقد لا نتفق مع البعض الذي يرى بأن دورها محدود، باعتبار السياحة مرتبطة بعدد السكان وتزايد الإنفاق التنموي بصفة عامة. وجود الهيئة مطلب تنموي وإداري مهم وجهودها في هذا الشأن يجب أن تزداد وتبرز في جوانب كثيرة في مختلف الجوانب السياحية.

للأسف و بالأرقام حجم السياحة المحلية يتراجع وفق أرقام هيئة السياحة والاتحاد الدولي للسياحة، حيث تراجع حجم السياح المحليين، الذين يقضون على الأقل ليلة سياحية من 32.01 مليون عام 2009 م إلى 22.47 مليون عام 2011م وحجم الليالي السياحية من 198.48 مليون ليلة إلى 109.76 مليون ليلة خلال نفس الفترة. وأصبحت السعودية تحتل مرتبة متأخرة في الإنفاق السياحي بعد دبي والقاهرة - قبل مشاكل القاهرة السياسية-. رغم زيادة عدد السكان ورغم أن لدينا الأماكن المقدسة التي تستقطب حجماً كبيراً من الزوار الذين تصنّفهم هيئة السياحة ضمن إحصاءات السياح. تستحوذ دبي على نسبة 21.1%من السياح بالمنطقة، ومصر على 19% بينما السعودية تستحوذ على 18% فقط.

في الجانب الآخر هناك وزارة الثقافة والإعلام، سلخت عن هيكلها الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء فلم يبق سوى الثقافة، وبكل أسف فالثقافة أصبحت لديها - أي الوزارة- مجرد معرض الكتاب السنوي والأندية الأدبية التي لم تستطع خلال عدة سنوات من الوصول إلى لائحة واضحة لإدارتها، ولم تحدد موقفها الواضح من هذه الأندية هل هي مؤسسات مجتمع مدني مستقلة أم فروع للوزارة؟ أي أن لدينا وزارة تم تفريغها من مكوناتها ومهمتها الثقافية أصبحت محصورة في معرض ومؤتمر سنوي وحتى مكتباتها العامة فشلت في تشغيلها كما يجب!

المتاحف تعتبر جزءاً من الثقافة، لكننا في المملكة ألحقناها بهيئة السياحة. والسياحة لدينا وباستثناء الجانب الديني منها، مقومها الرئيس الأنشطة الثقافية والشاملة للأنشطة الفنية والتراثية والمنبرية والفلكلورية والتشكيلية. من هنا أعتقد أنه آن الأوان لدمج الثقافة والسياحة في وزارة أو هيئة واحدة وإلغاء وزارة الإعلام والثقافة. وحتى لا يغضب أهل الإعلام فلا بأس من استحداث مجلس أعلى للإعلام.

عندما أقترح هذا الدمج، فذلك لأنني أبحث عن حل ينقذ الثقافة وينقذ السياحة معاً. فإذا كنا نلمس بوضوح الفشل الثقافي وعجز وزارة الثقافة عن تفعيل المكتبات العامة وعن تطوير فعاليات ثقافية وفنية ذات قيمة تليق ببلادنا... فإن السياحة كذلك لا تتقدَّم وفق الأرقام التي أشرنا إليها أعلاه.

الخلاصة هي أن الثقافة لدينا تترنح والسياحة لا تسر وأخشى أن محاولات إنعاشهما بالطريقة التقليدية لم يعد مجدياً وقد يكون الحل بدمجهما في جهاز جديد، يطور إستراتيجية جديدة تسمح بتكامل الأنشطة الثقافية - أتحدث عن الأنشطة الثقافية بمفهومها الشامل من ثقافة وفنون وتراث وآثار- مع الأنشطة السياحية من إيواء ومعارض ومؤتمرات وغيرها.

malkhazim@hotmail.com
لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

نقطة ضوء
هيئة الثقافة والسياحة هي الحل؟
د. محمد عبدالله الخازم

د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة