Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 28/09/2013 Issue 14975 14975 السبت 22 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

قضية العنف التي تواجهها المرأة على مستوى العالم، قضية أزلية! تختلف آليات مواجهتها والتصدي لها باختلاف النظرة لقيمة المرأة كإنسان لها كرامتها وعاطفتها التي لاتتلاعب بها وتعرضها للتجارب والتغيير والتبديل كمثل كثير من الرجال الذين لا يتقون الله في نسائهم؟! وهذا هو العنف الذي سأتناوله اليوم وأعتبره من أصعب أنواع العنف قياساً وإثباتاً واعترافاً! ألا وهو العنف العاطفي الذي لا يمكن الاستدلال على آثاره السيئة على الجسد والروح كمثل العنف الجسدي المتمثل بالضرب والحرق واللكم والعض واللطم، فيترك المعتدي آثار اعتدائه على جسد الضحية التي بإمكانها التوجه لأقرب مستشفى لإثبات واقعة الاعتداء لتقديمها لمركز الشرطة للبت في شكواها ضد المعتدي لو رغِبتْ في ذلك، بخلاف العنف العاطفي الذي يتداخل مع العنف النفسي واللفظي في آثاره وصوره، وصعوبة قياسه أو المحاسبة عليه لأسباب كثيرة منها: بأنه عنف لم يتم تجريمه طبعاً ولا يمكن ملاحقته وذلك لعدم الأخذ بالأدلة الحسية في قوتها كمثل الأدلة المادية في وضوحها، مما يشير إلى أن الاستهانة بالعواطف وارد لدينا، والاستهانة بالمشاعر الصادقة لايمكن المحاسبة عليه!، لأن الحب الطاهر والمتبادل «ليس بالقوة» لكن إذا تم اعتباره جسراً للوصول لأهداف غير إنسانية، فإنه على ضحية الحب الفاشل سواء قبل الزواج أو بعده معالجة نفسها بنفسها، واللجوء للصمت وعدم الشكوى بأنها مُستغلة عاطفياً، لأن هذا العنف العاطفي لو كان قبل الزواج فإنها ستلتزم الصمت إكراهاً وخجلاً لأنها ستعرض نفسها للفضيحة لو تقدمت بشكوى بأنها أحبت رجلاً لايستحق حبها، أو أنها أحبت رجلاً استغل طيبتها ووضوحها وصفاء نيتها، وأبعدها عن أسرتها لأنه كان اهتمامها وحلمها الأول والأخير الذي سينتهي بالزواج، لكن صدمتها التي واجهتها عندما اكتشفت بأنه أحالها لقائمة ضحايا غرامياته السابقه بين يوم وليلة! فهذا النموذج من العنف يضع ضحيته في نار حارقة لأنه لا يمكنها ردّ اعتبارها ولا التقديم بشكوى ضد المعتدي على مشاعرها، ولا يمكن لها أن تتسول وتطالب بالحب والاهتمام بعد سنوات من الخداع والتمثيل والاستغلال! إلا في أضيق الحدود خاصة في الحالات التي تتطور للاستغلال وللابتزاز الأخلاقي والمادي، وهذه المرحلة من أصعب المراحل اعترافاً أو إثباتاً لدى الجهات المختصة في ملاحقة أبطال الاستغلال العاطفي خارج نطاق الزوجية، أو داخله! والذي يمثل فيه المزوجون للأسف نسبة لا يستهان بها مقارنة بالعزاب الذين لا يجيدون الاستغلال العاطفي مثل ذوي الخبرة الزواجية الذين لديهم ممارسات غير أخلاقية ولا تمت للإنسانية بصلة لأن هدفهم ليس الاستقرار والستر، بل هدفهم المبطن هو الاستغلال والتسلية بالمشاعر الذي يُصنف من أسوأ أنواع العنف الذي تواجهه النساء ولا يستطعن المطالبة بحقوقهن العاطفية والنفسية والمحاسبة عليه ما دام لم يصاحبه عنف جسدي واضح!!

ومع صدور نظام الحماية من الإيذاء الذي تضمن الإيذاء النفسي مثل «السبّ والشتم والإهانة والتحقير والتجاهل العاطفي يندرج تحته بلاشك «الإيذاء العاطفي» فهل نتوقع أن النساء المصدومات عاطفياً سيقدمن بلاغات ضد من تلاعبوا بعواطفهن لكنهم بعد سنوات طويلة يتهمونهن بالانحراف والسمعة السيئة! أم سيلتزمن بالصمت ويرضيّن بواقعهن المؤسف لينتظرن عنفاً أقوى لكي يلجأن للشكوى وطلب المساندة؟!

moudyahrani@ تويتر

روح الكلمة
العنف العاطفي!!
د. موضي الزهراني

د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة