Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناSaturday 28/09/2013 Issue 14975 14975 السبت 22 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

متابعة

سمو الأميرة منيرة بنت محمد بن عبد العزيز ابن تركي آل سعود.. هكذا عرفتها

رجوع

سمو الأميرة منيرة بنت محمد بن عبد العزيز ابن تركي آل سعود.. هكذا عرفتها

لفترة امتدت قرابة ثلث قرن من الزمان، كنت أصلي إماماً في التراويح بسمو الأميرة منيرة بنت محمد بن عبد العزيز بن تركي آل سعود، غفر الله لها وأسكنها فسيح جناته ووالديها والمسلمين أجمعين, حيث كنت أصلي بها في العشرين الأولين من رمضان أما العشر الأواخر فكانت تعتكف في مكة المكرمة ترجو ما عند الله من خير وفضل.

لم يتجل حرصها على الطاعة في رمضان فقط، بل كانت له صور عديدة شهدت بعضها، ومن المؤكد أن كثيرا منها قد خفي علي وعلى غيري، فما بين العبد وربه من الطاعات الخفية أمر لا يطلع عليه إلا الله - عز وجل - وأحسب أنها كانت بينها وبين ربها خبيئة من عمل صالح لا يعلمها أحد.. وفيما يلي أسطر شيئاً مما لمسته وعاينته من حرص سموها على الخير.

عرفت سموها امرأة مخبتة إلى ربها صوامة قوامة، تحرص على فرائضها والنوافل. عرفت سموها بارة بوالديها، تكلف كل عام من يحج عنهما رغبة في نفعهما بعد انقطاع أعمالهما إلا من صدقة جارية أو علم نافع أو ولد صالح يدعو لهما، فكانت الابنة البارة التي تحرص على نفع والديها في البرزخ بعد أن كانت تبرهما في الدنيا، عرفتها حريصة على الذكر، وكانت تطلب مني أن احضر لها أشرطة تحتوي على أدعية، فكانت تداوم على الاستماع اليها حتى تحفظ ما فيها من أدعية، ثم تطلب آخر وهكذا.

ولو حصل أن تأخرت في تسليمها الشريط, لم تكن تعتب أو تتأفف، وهذا يضيء على جانب آخر من حسن خلقها، فقد كانت دمثة الأخلاق صبورة وأماً للجميع. تسعهم برعايتها واهتمامها، وإن اخطأ أحد في حقها أو قصر في خدمتها.

عرفتها محبة لما فيه خير وصلاح المسلمين فتحجج على نفقتها من لم يحج الفريضة، وكانت تهتم لأمور المسلمين كلهم وتتألم لآلامهم متمثلة بقول النبي عليه الصلاة والسلام: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

هكذا عرفتها. واحسبها كذلك والله حسيبها ولا أزكي على الله أحدا، فأحسن الله عزاءنا في فقدها، وجبر مصاب أسرتها، واخص بالتعزية نجلها الموفق صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وابنتها سمو الأميرة حصة بنت فهد بن خالد، التي احسبها كوالدتها في الخير والفضل، كما أرفع التعزية إلى أحفادها وكل من عرفها وخدمها، ونفعها ونفعته.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

عبدالله بن محمد بن سليمان الجعفر

رجوع

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة