Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 30/09/2013 Issue 14977 14977 الأثنين 24 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

المتمعن في سياق أحداث الثورة السورية منذ اندلاعها في شهر مارس 2011م، وما صاحبها من تصريحات مسؤولين وسياسيين غربيين تعُبر عن مواقف الحكومات الغربية، وبالذات دولها دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا،

ربما يلحظ أنه كان هناك صوت واضح بالنسبة لمسألة وجوب (تسليح) الجيش الحر الممثل العسكري لائتلاف الثورة والمعارضة، حتى إن ذلك الصوت كان يزداد نبرةً ويلقى صدىً إعلامية عقب كل مجزرة ينفذها نظام الأسد الدموي ضد الأبرياء، خصوصاً الأطفال والنساء، أو عندما يتراجع الجيش الحر بشكل مخيف من مناطق تمركزه، ما يهدد الثورة برمتها.

غير أن ذلك الصوت المؤيد لتسليح الجيش الحر ومن ينضوي تحته من فصائل إسلامية ووطنية، راح يخفت شيئاً فشيئاً حتى تحول إلى موقف مغاير وربما مناقض، تمثل بعدم تأييد هذا التسليح، وتحديداً عقب دخول (جبهة النصرة) على الخط الإعلامي للثورة بفعل انتصاراتها، إلى جانب مقاتلين يعلنون انتماءهم لتنظيم القاعدة في العراق والشام.

وحجة الغربيين في هذا التراجع خشية سقوط الأسلحة بأيدي جهات متطرفة أو إرهابية كتنظيم القاعدة، الذي لا يتردد في استخدامها ضد المصالح الغربية أو الدول الحليفة للغرب.

تبرير الحكومات الغربية القائم على تخوفها من انحراف عملية تسليح الثوار لتكون (تسليحا غير مباشر) لتنظيمات إرهابية، هو تبرير مرتبط أساساً بموقف هذه الحكومات من شعوبها، التي تحاسبها تحت مظلة الديمقراطية بشكل قوي في حال ثبت وصول أسلحة الثوار إلى الإرهابيين فعلاً.

وبغض النظر عن منطق هذا التبرير غير المنطقي وغير الإنساني أيضاً، لكون الغرب يمسك بتلابيب القرار الدولي، وبالتالي يملك الامكانات لمراقبة عملية التسليح، كما يستطيع وضع آلية محكمة لهذه العملية إذا رغب فعلياً وبشكل جاد في تسليح الثوار، إلا أنه تبريره يجد قبولاً غربياً وعالمياً وربما عند بعض الحكومات العربية بسبب الخطاب التكفيري، الذي تتبناه الجهات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ما يزيد من مخاوف الغربيين أو المترددين بشأن التسليح، لكونه خطابا يُمهد لكل أعمال القتل والتفجير والاغتيال، التي تطال الأبرياء، ما يجعل مسألة الإرهاب هاجساً حاضراً في الذاكرة العالمية والغربية بشكل خاص.

فضلاً عن أن المسؤول الغربي لا يريد أن تكون هذه الأسلحة في حال سقط نظام الأسد ورقة رابحة يستغلها الإرهابيون لصالحهم، أو يستثمرها الثوار في مساومة الغرب، خصوصاً أن إسرائيل بالجوار ما يهدد أمنها الاستراتيجي.

إن الثوار وبالذات الجيش الحر بين مطرقة الجيش السوري النظامي الذي يتمتع بقدرات ومقومات عسكرية عالية، وبين سندان التنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي تقاتل نظام الأسد ولكن وفق أهداف واستراتيجية تتجاوز فكرة الدولة الوطنية، وبالتالي تنازع الجيش الحر المساحات المحررة، ومن ثم تتسبب في حرمانه من الأسلحة النوعية، بل وتكون عبئاً عليه بسبب أعمالها المتطرفة التي تشوه نقاء الثورة السورية للمشاهد البشعة وغير الإنسانية، التي حفلت بها بعض المواقع الإلكترونية، وكأن الهدف هو القتل لأجل الموت وليس الثورة لأجل الحياة.

alkanaan555@gmail.com
تويتر @moh_alkanaan

الغرب والقاعدة. منطق التبرير وخطاب التكفير!
محمد بن عيسى الكنعان

محمد بن عيسى الكنعان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة