Al-jazirah daily newspaper

ارسل ملاحظاتك حول موقعناMonday 30/09/2013 Issue 14977 14977 الأثنين 24 ذو القعدة 1434 العدد

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

الرأي

عطاء معالي الدكتور ناصر بن إبراهيم الرشيد وبذله وسعيه للخير بات علامة إنسانية مميزة، وسيرة اجتماعية عطرة، تحفل دائماً بالإنجازات لهذا الإنسان المتُرع بالخير، والوفي لهذه الأرض وأهلها، والعطوف على من حوله، والساعي إلى مجد البقاء في الذاكرة الاجتماعية بأدب الكبار، وكبرياء الرجال الذين يسهمون في بناء الوطن ورخائه، وصنع معجزة العطاء في الكثير من المواقف الإنسانية المعبرة.

فكثيراً ما يغمر ناصر الرشيد كمطر صيِّب أهله ومحبيه وأبناء وطنه وعلى نحو مفاجئ بمنح وهبات تدوَّن له بمداد من نور وحروف من ذهب، ليبقى هذا العطاء والوفاء شامخاً تتناقله الرواة، وتدوِّنه صفحات التاريخ بكل أمانة للأجيال.. وللأمانة أن ما لا يُعلم من كرم هذا الرجل وجوده أكثر بكثير مما يُعرف.

فمبرته الشهيرة في مجال رعاية المرضى والمحتاجين ولا سيما الأطفال لا يمكن تجاهلها، إذ أنشأ وعلى نفقته الخاصة مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال والأبحاث في العام 1410هـ 1990م في العاصمة الرياض هبة منه - رعاه الله - لأبنائه، ممن ابتلاهم الله بمثل هذه الأمراض، ليأتي هذا الصرح العملاق ثاني أكبر مركز متخصص على مستوى العالم في هذا المجال الطبي المهم، وقد كلفه هذا المشروع ما يربو على نصف مليار ريال.

فالقائمة تطول وربما تأتي مواقفه المشرفة ودعمه النبيل في مجالات إنسانية كثيرة، وما مركز الأيتام بحائل، ومركز العيون، ودور المسنين إلا دليلٌ آخر على جهود هذا الرجل وعطائه وإنسانيته المضيئة في أكثر من مجال.. فقد توَّجها قبل نحو عام بأن شيَّد على نفقته الخاصة أيضاً مقر النادي الأدبي بحائل.. وأجمل هذه الهبات والعطايا وأنبلها تشييده لمئات المساجد والجوامع وكراسي البحث العلمي التي تُعد بالمئات.. فلله در العطاء من أبي العطاء.

ما نذكره عن هذا الرجل قليل من كثير، ونعجز مهما سعينا أو حاولنا إحصاء مآثره.. وما حديثنا عنه هنا إلا من قبيل الأمل أن يحذو رجال المال والأعمال في بلادنا حذوه، ليقدموا لأمتهم ولأهلهم العون والمساعدة وهم كثر، وما ذكر هذه السيرة عن الرشيد والأمثلة الجميلة لعطائه إلا تحفيزٌ لهم على مزيد من العطاء والمجاراة فيما بينهم خدمة للمشروع الوطني والإنساني في بلادنا.

والجميل في تجربة هذا الإنسان الرشيد أنه يتابع بدقة كل الأعمال التي أسهم فيها، ليطوّر ما يحتاج إلى تطوير، ويحسِّن ما يمكن تحسينه، ويبذل كل ما يستطيع من أجل أن تتواصل هذه المبرات، ولا يطالها أي إهمال أو تهميش، وهذا هو بيت القصيد كما تقول العرب، أي أن أهمية هذه الأعمال الخيرية تكمن في ديمومتها وتواصل نفعها.

فأعمال معالي الدكتور الرشيد تحضر دائماً في الكثير من المناسبات وهو لا يحضر.. فكثيراً ما كان ينيب عنه الأستاذ الفاضل صالح الرشيد ممثلاً ومسئولاً عن أعماله وإسهاماته.. فكانت أعماله بحق تستحق الحديث، وإن كان لا يحبذ أمر الاحتفالات والتدشين والمظاهر والتصوير، وإن حدث شيء من ذلك فهو يسعى لأن يكون في أضيق الحدود، متيقناً - رعاه الله - بأن ما يقوم به هو من قبيل الواجب الذي لا يود أن يُكافأ عليه إلا بالدعاء له بالأجر والثواب.

فكثيراً ما تجاذب الناس في أحلك ظروفهم وأضيق أوقاتهم الآراء حول من يمكن أن ينقذهم من مأزق إنساني ما، أو قضاء ديْن، أو غرم إلا أن من يفكر ويفكر، لا يلبث إلا أن يقول: وجدتها.. ما لها إلا ناصر؟!

hrbda2000@hotmail.com

بين قولين
ما لها إلا ناصر!!
عبد الحفيظ الشمري

عبد الحفيظ الشمري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

حفظ

للاتصال بناالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة