Wednesday 02/10/2013 Issue 14979 الاربعاء 26 ذو القعدة 1434 العدد
02-10-2013

ساهر والمرور

عندما يكثر الكلام عن موضوع معين.

وعندما تسخر الأقلام للكتابة عنه بصفة متوالية دون توقف.

وعندما يكون حديث الناس في المجالس حول الموضوع نفسه..

وعندما يبدي الجميع تذمرهم من أصل هذا الموضوع، مبدين عدم الرضا ومتشككين..

فلا بد أن تكون هناك مشكلة..

وأن تكون هذه المشكلة كبيرة.

وأن يكون الجميع متفقين على أنها لم تحل وأنه لا يبدو في الأفق أي حل قريب.

هذا الموضوع الذي استحوذ على الأذهان، الذي أصبح محور أفكار أغلب الناس هو موضوع (المرور).

فأنا شخصياً كتبت في هذا الموضوع حتى الملل، ولا أشك أن في هذا اليوم الذي ينشر فيه موضوعي أن يكون فيه من كتب عن المرور.

ومنذ فترة قصيرة كانت هناك مقالات وطروحات لكتاب معروفين ولقراء ممن أفضوا بهمومهم إلى الصحف كلها عن المرور.

ولو أقدمت جهة من الجهات على تتبع الكتابات منذ سنوات ورصدت آراء الناس لتكشف لنا مقدار ما يشعر به الجميع من إحباط تجاه المرور.

ولا أعني هنا المرور بحد ذاته كجهة أو هيئة أو إدارة، ولكني أعني السير على الطرقات والشوارع، فكل يوم نشعر أن المسألة تزداد سوءاً، وكل يوم نشعر أنه ليس هناك من يستمع إلى معاناة الناس، وليس هناك من يهتم بحل المشكلة العويصة التي بلغت ذروتها..

ما هو العائق الحقيقي في عدم حل هذه المشكلة التي تفاقمت في مدينة الرياض بعد ساهر، فتحولت كل التقاطعات التي لا يوجد فيها هذا النظام إلى مسرح للمخالفات على نحو علني مستفز، مما يعني أن نظام ساهر أسهم في تفاقمها، عندما وجد أن ساهر لا يهتم إلا ببضع إشارات في مدينة ضخمة كالرياض، في حين تركت الأخريات مرتعاً للفوضى والمخالفات دون رقيب أو حسيب فلا مرور ولا ساهر.

 
مقالات أخرى للكاتب