Wednesday 02/10/2013 Issue 14979 الاربعاء 26 ذو القعدة 1434 العدد
02-10-2013

نموذج من فكر نايف الروضان

سبق أن كتبت في هذا المكان حلقتين بتاريخ 1-7-2013 و 3-7-2013 تحت عنوان: هل تعرفون العالم السعودي نايف الروضان. اليوم أقدم لكم ترجمة لنبذة من مقدمة كتابه المعنون: التاريخ المستدام للبشرية وكرامة الإنسان.

موضوع الكتاب نقاش فلسفي عميق لأفكار علماء التاريخ البشري المرموقين مثل عبدالرحمن بن خلدون وإيمانويل كانت وفيرناند براودل وآرثر سبنجلر وآرنولد توينبي وصامويل هانتنقتون وفرانسيس فوكوياما وغيرهم من كبار فلاسفة التاريخ.

هذا الكتاب لمؤلف عربي سعودي يعمل حالياً كأستاذ في جامعة كامبرج البريطانية استقبل في الغرب كطريقة علمية جديدة في النظر إلى التاريخ البشري ونشر باللغات الألمانية والإنجليزية والفرنسية. سبب الاهتمام هو أن المؤلف نايف الروضان في تشريحه الفلسفي لتاريخ الحضارات البشرية قد انطلق من فهم إنسان متخصص في علوم الدماغ كمخزن للخصوصيات البشرية من غرائز وأنانيات وعواطف وطموحات وإرادة وإبداع، بالإضافة إلى سيطرة الدماغ على كامل الجسم كمركز للحركة بكل أنواعها. بهذه الإمكانية العلمية المسبقة كمتخصص في علوم الدماغ والجهاز العصبي، تميز نايف الروضان على من سبقوه في فلسفة التاريخ الذين كانت خلفياتهم ترتكز على الفسلفة والاجتماع والآثار وغيرها من العلوم الإنسانية ولكن لا يدخل التركيب الجزيئي والكيميائي للدماغ من ضمنها.

من هذا المنطلق الجديد يعتبر علماء التاريخ الحاليون أن مساهمة نايف الروضان تمثل فتحاً علمياً في دراسة التاريخ البشري يستحق أن يتوسع ويستمر.

يقول المفكر نايف الروضان في مقدمة الكتاب: سبق أن تمت محاولات استكشاف كثيرة للإجابة على السؤال: ما الذي يحرك التاريخ البشري؟ وذلك من عدة زوايا، كان بعضها يدعو للتفاؤل بإمكانية استمرار الحضارة البشرية، بينما يثير بعضها الرعب حول المصير المحتمل للحقبة التاريخية الحالية والمستقبل. مجمل الحوارات عن العلاقات التبادلية بين أنواع التمدن البشري تؤطر داخل مفهوم التبادل البشري بين الحضارات، وهذه الحوارات تقوم على افتراض ضمني باتجاه استمرار الحضارات البشرية إلى الأمام، بالرغم أنه لا يتم التعبير عن هذه الفرضية دائماً بوضوح. انطلاقاً مما نختاره من أي رأي تحليلي داخل هذه الحوارات، فإنها كلها تعتبر عصر البشرية الحالي إما قمة التحرر الإنساني أو تعتبره زمن الاقتراب من الانحلال والصراعات حول مفاهيم القيم الأساسية للبشرية. بالرغم من كل هذه المحاولات للنظر في التاريخ البشري من زوايا مختلفة، إلا أنه لا توجد نظرة واحدة تستطيع تزويدنا بوسائل تساعدنا على الامتلاك المضمون لتاريخ إنساني مستدام يتقدم إلى الأمام.

إن المعنى الذي أقصده بالمصطلح التاريخي المستدام أعرفه هكذا: التاريخ البشري المستدام هو الانطلاق التقدمي المستمر الذي تكون فيه نوعية الحياة على هذا الكوكب أو على كواكب أخرى يتم تأسيسها على ضمان الكرامة الإنسانية، لكل إنسان، في كل الأوقات وتحت كل الظروف، فكرة التاريخ المستدام التي تتعرض لها هذه الدراسة تعتبر أن التاريخ البشري لكي يستمر في التحرك إلى الأمام يحتاج إلى تأثير: آليات الإدارة والحكم الصالحة والجيدة، التي تضمن التوازن بين التناقضات الحاصلة بين متطلبات الطبائع البشرية البدائية (العاطفة واللا أخلاقية والأنانية) من جهة، وبين احتياجات الكرامة الإنسانية (العقلانية والشعور بالأمان والمسؤولية والشفافية والعدالة وإتاحة الفرص وتطوير الذات والاحتواء داخل المجموعة) من جهة أخرى.

انتهى الاقتباس من مقدمة الكتاب.

تعليق من كاتب هذا المقال:

الفكر المضغوط داخل هذا الكتاب عميق ومكثف ويستند على خلفية معرفية قوية التأسيس، ولذلك يحتاج استيعابه تركيزاً شديداً وانفتاحاً عقلياً واسعاً وبعض الاطلاع المسبق في العلوم الإنسانية ذات الطبيعة التحليلية العقلانية.

للأسف لم يترجم الكتاب بعد إلى اللغة العربية. لذلك أتمنى من كل مجيد للإنجليزية أو الألمانية أو الفرنسية أن يحاول التعرف على هذا الكتاب وعلى كاتبه المفكر السعودي نايف رزق الروضان، الذي أضيف في الغرب إلى قائمة المفكرين الفلاسفة.

كل ما يحتاجه المهتم هو أن يبحث في محرك قوقل تحت

Nayef R.F.AL-Rodhan

Sustainable History and The Dignity of man

- الرياض

 
مقالات أخرى للكاتب