Sunday 06/10/2013 Issue 14983 الأحد 01 ذو الحجة 1434 العدد
06-10-2013

غرفة المعلمين: هنا وهناك

غرفة المعلمين هي استراحة محارب يلتقط فيها المعلم أنفاسه بعد أن يترك مؤقتاً موقعه على خط التماس اليومي المباشر مع الطلاب، ولقد قدر لي أن أشاهد غرفة المعلمين هنا وأشاهدها في بلدان متقدمة تعليمياً. وأنا هنا لست بصدد إبراز افضليتهم علينا في هذه الجزئية بقدر ما أحاول أن نستفيد من تجاربهم.

غرفة المعلمين وما يجرى فيها ربما تكون آخر اهتمامات الادارة المدرسية لدينا، ولو قدر لك ان تقتنص نظرة عابرة الى غرفة المعلمين لوجدت عجبا. ستجد انها تماثل تماما مجالسنا الشعبية (فرشة ارضية، مراكي، مساند)، وقد تشاهد كومة من النعال - اعزكم الله - في مدخل الغرفة، وقد تشاهد في إحدى زوايا هذه الغرفة طاولات بوفيه مفتوح وضع عليها مالذ وطاب من الشراب والطعام. ولا تتعجب لو شممت رائجة الطعام من بعد، ولا تتعجب أيضاً لو رأيت صحون التمر على الأرض وقد تناثر من حولها (الفصم) والفناجيل المبعثرة على الأرض. ولا تتعجب كذلك لو رأيت معلماً مضطجعاً على ظهره يقلب جواله. أما لو قدر لك أن تشاهد غرفة معلمين لدى الأمم المتقدمة فسوف ترى أن المكان واسع ومريح للعين، وسترى أنه تم تخصيص مكتب ودولاب من خلفه لكل معلم، وسترى أن كل معلم أحضر إفطاره الشخصي مغلفاً ليتناوله منفرداً وقت فراغه، وقد ترى بجانب المعلم عربة صغيرة (سلة) وضع فيها جميع أدواته ووسائله التعليمية، وستلاحظ أن أمام كل معلم حاسوب بملحقاته ركبت عليه المدرسة برامج تعليمية فعالة.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

 
مقالات أخرى للكاتب