Tuesday 08/10/2013 Issue 14985 الثلاثاء 03 ذو الحجة 1434 العدد
08-10-2013

يعرفون الربح لا... الخسارة!

أنْ تتزامنَ احتفالات الشعب المصريّ بانتصار (أكتوبر) المجيد بكل حمولاته ودلالاته التي وُلدت من (معاناة) جماهيرية جارفة وبتصميم القادة العرب آنذاك على أن يردّوا الصاع صاعين بعد هزيمة (أو: نكسة حزيران 67م) حيث تداخلت عوامل عدة ليتكبدّ العرب خسائر فادحة 400 أقلها: ضرب 400 طائرة سوفيتية وهي رابضة نهائيا. أن تتزامن تلك الاحتفالات بمظاهرات حركة (الإخوان المسلمين) التي تهدف - بلا شك! إلى زعزعة أفئدة المحتفلين وتذكيرهم بأن الإخوان يمتلكون (الشرعية)

وأن ما حدث كان انقلابا عسكريا وسياسة الانقلابات سيئة السمعة في الوطن العربي. ولكنّ الذي يُذكر فيشكرُ هو عدم خوض الفريق أول - رقّاه الشعب إلى رتبة (مشير) وهي أعلى رتبة عسكرية - في أية محاورات ثنائية تضم ممثلين عن الجيش وآخرين عن الوسط السياسي الذي قد يتقبل مثل هذه الصفقة!. لكن الفريق أول السيسي قال سابقا إنه لو كان العسكر طالبي سلطة فمن ذا الذي منعهم؟!. وفعلا كانت الأوضاع في عهد (المخلوع) محمد مرسي تمضي بالوطن المصري إلى أن يكونَ كالأيتام على موائد اللئام! ثم إذا عرفنا (محمد مرسي) على حقيقته التي صارت محلّ (تندّر) لوسائل الإعلام لشدة ما هي تدينه بالتخابر مع دولة أو دول أجنبية علاوة على إدانته بالهرب من السجن الذي كان يقبع فيه إبّان أحداث ثورة 25 يناير المجيدة.

فماذا يريد الإسلامويون من مصر؟!

حين نحرّك أبصارنا جهة الغرب وجهة الشرق وجهة اللا جهات نرى بأم أعيننا أن المشروع الأمريكي لحماية حليفته العليا (إسرائيل) كان يستهدف تهديد (إيران) في حال رأت أن تضرب (إسرائيل)! وحين ظهرت الحقائق الجلية أنه ما من أحدٍ سيتعرض لإسرائيل عقد الرئيسان الأمريكي - أوباما - والإيراني - روحاني - اجتماعا (لم يكن حتى مجَدْوَلا!) أعلنا عقبه سعيهما (الحثيث)!! لحلّ مشاكل الشرق الأوسط عبرَ الحوار وأنه لا بديل عن حلّ سياسي!. وحين نعود - مُرْغمين - إلى الشأن الاستيطاني الصهيوني نرى في جانب بعيد حركة التحرير الإسلامي التي يُختصَر اسمها بـ (حماس) من أشدّ المؤيدين لحكم الإخوان المسلمين لدرجة أنه تمّ القبض من قبل قوات حفظ النظام المصرية على مجاهدين من (حماس) وكان أربعة منهم متلبسين بمحاولة الإجهاز على مواطن مصري مسيحي!

إننا ندين تصرفات (حماس) كوننا لم نعد في مجتمع الغابة!

وندين فشلها في تسيير الشأن الفلسطيني. ثم نتذكر أن الجهات الرسمية للتحرير الفلسطيني تسميها (حكومة حماس المقالَة!) ورئيسها (المُقَال) إسماعيل هنية، وهو الذي أعطى إسرائيل ذريعة لضرب قوىً فلسطينية عندما وقف خطيبا في مكان ادّعت حماس أنه كان سيُغتال فيه إذْ قال لا فُضّ فوه (نحن لم نأتِ للحكومة لنصبحَ وزراء! بل جئنا لنصبح شهداء!!). وتلك - لعَمْري - وثيقة لدى العدوّ الصهيوني بأن كل فصيل سيحكم الفلسطينيين سيكون من أهم مهماته قتال الإسرائيليين بدون (تحفظّ)!. وهذا يتنافى مع معاهدات وقعتها السلطة الفلسطينية مع العدوّ في سبيل تحقيق منطقة دافئة للفلسطيني كي يمارس الحياة كما يمارسها الآخرون!. لقد قال الشاعر الكبير (محمود درويش):

(عشرون عاما و.. أنا

أحترف اليأس و.. الانتظار!)

فهل يريد الإسلامويون الذين يزعمون (احتكار الحقيقة) أن يعودوا بالعالم للقرون الوسطى حيث يُعْتَبَر قتل الرجل مثل (السلام عليكم)!. وحيث المستضعف يكتب عليه الجهاد قرونا لا طائل من ورائها سوى المزيد من (الكراهية) التي ستفتك بالعالم مثل حية الطين / التي تلدغ ولا تبين / كما يعبر العامة عن خطورة العدوّ الذي يتسلقك بهدوء ثم يسلبك الحياة بذات الهدوء!

واليوم يكرر المتطرفون من الإسلامويين المشهد في مصر العزيزة التي ما خفقت عالية إلا بأشقائها العرب وما حققت معجزات النصر لولا دعم ومساندة العرب أجمعين.

(لا تصالحْ ولوْ منحوك الذهبْ

أتُرى حين أنزع عينيك ثم أثبّت جوهرتين مكانهما

هل تـَرى؟!

هي أشياء لا تُشْتَرى!

لا تصالحْ على الدم ّحتى بدم!

فما الصلح سوى معاهدةٍ بينَ ندّين وفي شرف القلب لا تنتقصْ

والذي اغتالني: محضُ لصّ!

سرق الأرض من بين عينيّ والصمت يُطلق ضحكته الساخرة!)

هكذا قال (أمَل دُنقل) فصار مثل الذي قال من قبله (محضتهمو نصحي بمنعرج اللوا / فلم يستبينوا النصحَ إلا ضُحى الغد!)

وعمار يامصر!

hjarallah@yahoo.com - alhomaidjarallah@gmail.com

حائل

 
مقالات أخرى للكاتب