Wednesday 09/10/2013 Issue 14986 الاربعاء 04 ذو الحجة 1434 العدد
09-10-2013

السنة التحضيرية: نماذج أخرى

بدأت في المقالين السابقين موضوع السنة التحضيرية بالجامعات، حيث أشرت إلى أكبر مأخذ على السنة التحضيرية والمتمثل في عدم إتاحة الفرصة للمتقدم للجامعة باختيار كليته وتخصصه مع بدء التحاقه بالجامعة وطرحت مقترحاً لتلك الإشكالية التي تقلق الطلاب وأولياء أمورهم. ثم عرجت مضطراً لوصف السنة التحضيرية بجامعة البترول وكيف أنها تمثل جزءاً من منظومة أكاديمية تختلف عما هو موجود بالجامعات الأخرى التي تبنت فكرة السنة التحضيرية بشكل غير مرض، وذلك بعد أن جاء أكثر من تعقيب يشير إلى أنها قدوة ناجحة في هذا الموضوع.

قبل المواصلة أشير إلى أن المقترح الذي طرحته ليس مجرد فكرة عابرة، حيث توجد كليات وجامعات تطبق فكرة قبول الطالب غير الجاهز للتخصص كطالب جامعي وتتيح له التخصص بعد عام من دراسة المواد العامة أو التحضيرية، وأبرزها محلياً كليات دار الحكمة بجدة.

هناك ثلاثة نماذج أخرى، يطرحها البعض وسبق أن ناقشنا أغلبها. نعيد عرضها بشكل مختصر، لنكون ألمحنا إلى كافة الخيارات المتاحة.

النموذج الأول هو نموذج (مؤسسة قطر) حيث يلتحق خريج الثانوية ببرنامج مدته حوالي العام يدرس خلالها اللغة الإنجليزية والرياضيات وغيرها من المواد العامة بشكل منفصل عن أي برنامج جامعي، وبعدها يتقدم للكلية أو الجامعة التي يرغبها من الجامعات المرتبطة بالمؤسسة. ذلك البرنامج بحكم تقديمه عبر مؤسسة مستقلة عن الجامعات ومتمكنة أتاح للطلاب القطريين القدرة على الالتحاق بالجامعات العالمية في قطر والنجاح في برامجها الأكاديمية.

علماً بأن الجامعات لا تقتصر القبول على خريجي مؤسسة قطر. قد يقترح البعض أن توجد مثل تلك المؤسسة بالمدن الكبرى التي تحوي أكثر من جامعة، بدلاً من أن تقوم كل جامعة بتقديم سنتها التحضيرية المنفصلة.

على سبيل المثال توجد بالرياض أكثر من عشر جامعات قد تستفيد بعضها أو جميعها من مخرجات مؤسسة مستقلة كمؤسسة قطر.

بديل آخر قد يقترحه البعض لفكرة طالب الجامعة غير محدد التخصص تتمثل في إلحاقه بكلية المجتمع وتحويل كليات المجتمع إلى كليات تقدم مسارين تعليميين أحدهما مهني ينتهي بالتدريب على مهنة محددة والآخر أكاديمي يسهم في التحضير للجامعة.

كليات المجتمع تبرز في النظام الأمريكي ورغم عمرها بالجامعات السعودية إلا أنها لا تزال فاقدة الهوية وبرامجها مترددة بين التهيئة لسوق العمل أو التهيئة للجامعة.

النموذج الأخير يتمثل في مقترح إضافة سنة رابعة للمرحلة الثانوية للطلاب الراغبين التوجه للتعليم الجامعي. هذا المقترح لا يمكن تطبيقه دون إحداث هيكلة عامة لمراحل التعليم العام.

تلك بعض بدائل السنة التحضيرية من ناحية الهيكل العام وأفضلها الذي لن يتطلب تغييرات جوهرية ولن يتطلب إنشاء مؤسسات جديدة يتمثل فيما ذكرته بالمقال الأول من قبول الطلاب للتخصص مباشرة وإتاحة الفرصة لمن لا تنطبق عليه الشروط للالتحاق بالجامعة كطالب جامعة غير محدد التخصص.

يبقى النقاش العلمي الأهم هو حول مكونات السنة التحضيرية وطرق تدريسها وأهدافها وربطها بمتطلبات التخصصات الجامعية المختلفة.

هذا الأمر يتطلب دراسة فنية وافية عن مكوناتها بكل جامعة على حدة. بصفة عامة، أرى -دون دراسات علمية تسند رأيي- بأن برامج السنة التحضيرية في كثير من جامعاتنا متواضعة، تفتقد الأهداف الواضحة أو أنها غير قادرة على تحقيق أهدافها الموعودة أو المكتوبة بالشكل المطلوب.

ربما هي مرحلة تطوير وبدايات تواجهها الصعوبات وقد تتحسن مع النقد والتجريب عاماً بعد عام!

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

 
مقالات أخرى للكاتب