Friday 11/10/2013 Issue 14988 الجمعة 06 ذو الحجة 1434 العدد
11-10-2013

دمشق الحرائق.. ومصر كادت أن تكون على الطريق؟!

هذا العنوان ليس من عندي، بل عنوان مجموعة قصصية للكاتب السوري. زكريا تامر. وجدتها بين أضابير مكتبتي علماً أنني لم أقرأها، ولكن شدني عنوان كتابه المتماهي مع ما يجري بدمشق ومدنها وأريافها {دمشق الحرائق} فيما يقوم به الدكتاتور الحارق المارق على القوانين والأعراف الدولية، التي أتت بصفه ضد شعبه تجاه إخماد الثورة السورية المجيدة التي حطمت أغلال العبودية بالخروج عليه ناشدة الانعتاق نحو حرية وكرامة سلبت منه طيلة خمسين عاما.. لذا كان الخروج على الطاغية الدمشقي بشار، بالنسبة للإنسان السوري حياة أو موتا كما يقول الشاعر:

فإما حياة تسر الصديق

وإما ممات يغيظ العدى

للخلاص من مغبة معاناة عاشها الشعب السوري مهمشا ومهشما تحت نير الطائفة العلوية الأسدية البغيضة التي كان الشعب السوري يكن لها البغضاء والكراهية من زمن الأب حافظ، المؤسس لقتل النفوس ومصادرة حق الآخرين بالتعبير عن حرية رأي ورؤى، ناهيك عن حياة مدنية وفق قوانين ودساتير مفتقدة يتساوى بها الكل سواسية، ولكن، كما يقول بول فندلي، في كتابه الذائع الصيت «من يجرؤ على الكلام» فمصير من يجرؤ على النبس ولو بكلمة مصيره الاعتقال والسجن والتعذيب المميت في أقبية المخابرات السورية، فكم همسة فضلا عن الجهر بالرأي، أردت بصاحبها في غياهب أقبية السجون الرطبة، ليأتي ابنه نيرون الدمشقي الصغير قيمة ومقاما ليساير عهد والده الماحق، ليضرم الحرائق في كل المدن والقرى صغيرة كانت أم كبيرة، فكان السعير اللاهب لمزارعها ومحاصيلها التي يقتات منها الشعب حتى إنه ألحق بها إبادة الفلاحين وأبناءهم..

نيرون دمشق، وجد من ينقذه وعصابته الإجرامية بعد أن كاد مصيره المحاسبة والهلاك، بعد قيام الثورة السورية. ولكن بدخول روسيا وإيران وحزب الشيطان، لإنقاذ الحليف، وهو ما أطال أمد الحرب السورية بتواطؤ غربي أوربي.، فكانت الحرب ومازالت شديدة الوطء على الجيش الحر الذي يكافح على كل الجهات لتخليص الوطن السوري من العصابة الطائفية الإقليمية والدولية التي ما فتئت تدمر الوطن السوري بكل وسائل الأسلحة الفتاكة.

وتساورني الكثير من الظنون بأن ما يجري في سوريا هي عملية تقسيم للبلد المستباحة أرضه وقتل ناسه. فأمريكا وعبر ما أتى على لسان وزيرة خارجيتها آنذاك كنداليزا رايس، ما وصفته بالفوضى الخلاقة كان صحيحا، وهو ما يحدث الآن في أكثر من قطر عربي لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد بدأت بوادرها بجنوب السودان ومن ثم العراق وسوريا، وهاهي مصر تحل بها الفوضى العارمة التي اختلقها الإخوان المسلمون بعدما انكشف أمرهم في سوء إدارة البلاد، ومن ثم افتضاح أمرهم في ثمة أمور قيل من بينها بيع جزء من سيناء لتكون امتدادا لغزة ثم قضم النقب، فكان مجيء الإخوان للحكم في مصر هو تنفيذا لمخطط إخواني أمريكي وفق ما تناقلته الصحافة المصرية وهو ما تنبه له الجيش والشعب المصري ليقوم الشعب بثورة 30 يونيو ومن ثم الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي الذي كادت حكومته الإخوانية التي لم يمض على عهدها بالحكم سوى عام شرعت في أخونة كل مفاصل الدولة المصرية، ولكن من خلال الثورة الشعبية العارمة التي قادتها {تمرد} سقطت حكومة الإخوان، مما جعل الأخيرة تلجأ للاعتصام بمشهدي رابعة العدوية ونهضة مصر وقد أضحين شبه مستعمرتين إخوانيتين مدججتين بالسلاح معلنة حالة حرب على الشعب والوطن المصري، مما حدا بالحكومة المصرية المؤقتة بفض اعتصامي رابعة والنهضة، فخرج المارد الإخواني وعصابته ليشعلوا الحريق المدمر بمؤسسات الدولة وممتلكات الشعب من محلات ومنازل وسيارات، وهو ما جعل أمريكا ترتبك من فض الاعتصام وتتدخل بشؤون مصر وكأنها الوصي عليها عبر مواقفها المتذبذبة، وهو ما رفضته مصر حكومة وشعبا. فعالجه ومازالت تعالج شؤونها بكل حزم وقوة على الخارجين على القانون من الإخوان وعصابتهم، وهو الأمر الذي لا مناص من معالجته.فعادة أمريكا تتنصل من الإخوان وهي التي أتت بهم لسدة الحكم بمصر، وهذا ليس حبا بين الطرفين الإخواني والأمريكي ولكن كلا له مصالحه.. فالإخوان يريدونها خلافة إسلامية ذات مرشد وهو ما تمثل بالمرشد محمد بديع - سني- على غرار المرشد الإيراني علي خامنئي - شيعي- فالإخوان هم من أسقطوا أنفسهم بأفعال كاذبة وأوهام لا يمكن أن تتحقق على أرض الكنانة أو أن يقبل بها الشعب المصري الذي أسقطهم مخافة تقسيم مصر، بعد اكتشاف المخطط الإخواني الأمريكي.

فليس من المستغرب بعد سقوط الإخوان.. وفشل المخطط الإخواني الأمريكي.. لتخرج علينا مرة ثانية كنداليزا رايس لتقول إنه يوما أسود بمصر. فما هو المقصود بالسواد فيما تراه والأكثر سوادا وقبحاً منها؟!

وإذ نحيي الجيش المصري الذي أخرج مصر من مغبة التقسيم وإفشال ما كان يخطط لمصر فمن جهة أخرى نهيب بالشعب المصري المجيد الذي رفض الولاية الإخوانية والوصاية الأمريكية والذي قال فيما قاله بثورته المجيدة - نموت وتحيى مصر- فكان حسن القول والفعل معاً، فعاشت مصر العربية حرة أبية على الطغاة والغزاة. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء ومكروه.

والله من وراء القصد.

bushait.m.h.l@hotmail.com

 
مقالات أخرى للكاتب