Thursday 17/10/2013 Issue 14994 الخميس 12 ذو الحجة 1434 العدد
17-10-2013

التعليم ومخرجاته

إن العلم والتعليم هو علامة تقدم الشعوب وهو الذي يرفع من قيمتها، ويؤهلها للسير في ركب الحضارة وتقديم بعض الاختراعات للعالم وتقديم العلماء في الطب والعلوم الأخرى لذا تقاس مكانة الشعوب بمدى تقدم مجتمعاتها بالعلم والمتعلمين وينعكس هذا على ثقافة أفراد المجتمع وسلوكهم، ويعتبر مشروع تطوير التعليم الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- منذ مدة طويلة من أجل تطوير المناهج والمعلم والمباني وكل ما يتعلق برفع مستوى الطالب وذلك من أجل تحسين مخرجات التعليم لأنه يعلم -حفظه الله- أن هذا المشروع سوف ينعكس على المواطن المتعلم المثقف الذي يمثل بلاده في جميع المحافل فنفخر به فيتكلم في كل مكان فيسمع له من أجل أن يساير المجتمع السعودي شعوب العالم المتقدمة، إلا أنه في الآونة الأخيرة ضعف مستوى الطالب في قراءته وكتابته وإملائه حتى وصل هذا الضعف إلى بعض طلاب الجامعات؛ وأنا هنا أكتب من واقع ميداني عايشته مع بعض طلاب الجامعات، حيث كنت أعمل مديراً لدار التوجيه الاجتماعي بالرياض ولمدة خمسة عشر عاماً.. وكان بعض طلاب قسم الخدمة الاجتماعية الذين يتدربون التدريب العملي على تطبيق مبادئ الخدمة الاجتماعية بعد أن يقابل الحالة ويكتب الملخص والموقف السلوكي وتشخيص وعلاج الحالة أجد في التقارير المكتوبة التي يقدمونها أخطاء إملائية، فالتاء المربوطة تكون مفتوحة والخطوط غير متساوية وسوء الخط وضعفه وأخطاء لا يجب أن يقع فيها طالب المرحلة المتوسطة فما بالكم بالخريج الذي وصل إلى مرحلة التخرج من الجامعة.

فأين الخلل؟.. هل الخلل في الطالب أم المعلم أم أنه في نظام التعليم الابتدائي الذي اعتمد على التقييم وليس الاختبار فينتقل الطالب للمرحلة المتوسطة وضعف المستوى معه ثم إلى الثانوية وإلى الجامعة وكتابته وخطه مازال يعاني من الأخطاء الإملائية وسوء الخط ناهيك عن الالتزام بالقواعد؟.

إن لدينا ما يقارب الأربعين جامعة إضافة إلى الكليات المساندة التي تتبع الجامعات وإذا كان مستوى الطالب ضعيفاً فإنه ينتقل معه إلى الجامعة.. والتعليم في أيامنا كان أفضل من الآن من حيث حسن الخط والقراءة والإملاء فما الذي حدث وأدى إلى انخفاض مستوى التعليم، أنني أرى أن المعلم هو المسؤول ومثله المنهج الذي لا يخلو من بعض الثغرات فها هو الطالب في المرحلة الابتدائية والمتوسطة يحمل على ظهره ما يعادل وزن كيلوات من الكتب التي يمكن الاستغناء عن 80% منها بالتقنية الحديثة من وسائل الاتصالات (الفيس بوك وتويتر وسكاي بي.. إلخ) وبعض وسائل الإيضاح.

وأرى أن تستند الفصول الأولية لأفضل المعلمين وأقدرهم على الوصول لعقول الطلبة الصغار وإيصال المعلومة بكل يسر وسهولة أما المعلم المستجد فيجب أن يحضر عدة دورات في الداخل والخراج قبل أن يسند له التدريس.. وأيضاً نظام التقييم في المراحل الأولى الذي يعتمد على رأي المعلم وبالتالي ضعف التأسيس من البداية، فالاختبارات الشفهية ضرورية ولكن الاختبارات التحريرية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة في بعض المواد مهمة ويجب ألا تخضع لمزاج المعلم فيتم وضع الدرجات بدون اختبارات تحريرية يمكن مراجعتها لو أخطأ المعلم في ذلك.

إن ذلك ينعكس على أداء الطالب، فأين المخرج وأين الخلل وأين القائمون على تطوير التعليم والمناهج في مشروع تطوير التعليم الذي نادى به خادم الحرمين الشريفين، حيث أصبحت الكرة في مرماهم ليضعوا في ذلك نصب أعينهم لأن التعليم وأساليبه ومناهجه ما زال كما هو؟.

وكل عام وطلابنا وطالباتنا بخير،،،

- عضو هيئة الصحفيين السعوديين

 
مقالات أخرى للكاتب