Monday 21/10/2013 Issue 14998 الأثنين 16 ذو الحجة 1434 العدد
21-10-2013

الموت الرخيص

بالمصادفة كان مقالي يوم السبت الماضي عن حوادث السير القاتلة، وبالمصادفة أيضًا كان الخبر الاجتماعي الرئيس في معظم الصحف المحلية صباح ذلك اليوم هو الفاجعة التي تعرضت لها أسرة فقدت ابنها وأربعاً من بناتها حين داهمت سيارتَهم سيارةٌ مسرعة قيل إن قائدها كان منطلقاً بسرعة جنونية وقت الحادث.

لن نستبق الأحداث فيما يتعلق بهذه الحادثة تحديداً، فالتحقيق سوف يكشف تفاصيل ما جرى فجر الجمعة في أحد الشوارع الرئيسية الواسعة المضاءة في مدينة الرياض عندما فقد هؤلاء الأشخاص الخمسة حياتهم. لكن المحزن أن حوادث على هذه الدرجة من المأساوية تقع بشكل يومي في أماكن كثيرة من بلادنا.

أشخاص، بعضهم مراهقون وبعضهم سكارى وبعضهم مدمنو مخدرات، يقودون سياراتهم بسرعة جنونية وينطلقون في الشوارع ليقتلوا بشكل مجاني ورخيص أشخاصاً آخرين أبرياء لا ذنب لهم ولا علاقة لهم بهؤلاء القتلة.

وفي كل مرة تقع حادثة من هذه الحوادث يتساءل الناس: هل أن ما جرى هو حادثة «قتل» - بالمعنى الجنائي - أم أنه مجرد حادث مروري كأي حادث مروري آخر من تلك التي تقع لسببٍ من الأسباب؟

لا أدري ماذا تكون جريمة القتل إن لم تكن الحادثة التي تنتج عن التهور في القيادة وتسفر عن وفيات هي جريمة قتل. عندما يكون الإنسان متقيداً بأنظمة المرور ويقود سيارته بشكل نظامي ثم تأتي سيارة منطلقة بسرعة جنونية وتقطع الإشارة الحمراء ثم تسحق السيارة الأخرى وتقتل قائدها ومرافقيه؛ أليس ذلك جريمة قتل؟ ما الفرق بين من يطلق الرصاص ويقتل شخصاً بريئاً ومن يسحق شخصاً بريئاً بسيارة متهورة مجنونة؟

إنني أعتقد أن التهاون المروري هو أحد الأسباب الأساسية للحوادث العبثية وللموت المجاني الرخيص الذي يتعرض له الناس في الطرقات. نريد من المرور أن يوجد في الشوارع بشكل أكبر، ونريد من المرور أن يتعامل مع المخالفين بكل حزم وصرامة، ونريد إيقاف الواسطات والشفاعات التي تُخْرِج المتهورين من الإيقاف والسجن، ولا بد أن تكون العقوبات شديدة ورادعة وأن تطبق على الصغير والكبير. أما الحوادث التي تنتج بسبب قطع الإشارات الحمراء والسرعة المتهورة وينتج عنها وفيات فيجب أن تُعامل على أنها جرائم قتل لأنها بالفعل جرائم قتل.

يجب إيقاف مهرجانات القتل المجاني التي يحييها مراهقون وسكارى وعابثون. ولا شيء كالقانون الصارم يحقق ذلك.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب