Wednesday 23/10/2013 Issue 15000 الاربعاء 18 ذو الحجة 1434 العدد
23-10-2013

حديث امرأة لرجل!

ليس هناك حرب بيني وبينك

أنا أشبهك وأنت تشبهني

أنت وطني

وأنا وطنك

أنا أحبك

وأنت تحبني

أنت أبي

وأخي

وزوجي

لا أراك فرعونا

بل أراك عونا

تعلمنا ذات التعليم

وتخرجنا في ذات الجامعات

شاهدنا نفس البرامج

وسمعنا وقرأنا لنفس المشائخ الأجلاء

لكنك أنت هناك منذ حقب التاريخ الأولى

وأنا هنا بقيت على أطلال خولة وفاطم وليلى ولبنى

الأنثى الجميلة الولود القابعة في الخدر تنتظر فارسها يؤوب بعد رحلة صيد

حتى إذا ذبل الجمال وهرم الجسد

صارت إلى زوال!

سنوات ضوئية مرت، لكن الثقافة أبقتك فارسا وأبقتني طريدة..

لا أحسدك

ولا أريدك أن تتراجع

أو تفقد شيئا من امتيازاتك

لا أريد أن أقوم بأدوارك

فلي أدواري وأنا سعيدة فيها

لي مساحتي في الحياة

ولك مساحتك

لا أريد أن تعود للوراء لتقف بجانبي

بل أريد اللحاق بك

لقد تجاوزتني كثيرا

قرون وأنت تغذ السير

وأنا متوقفة في المربع الأول

سنوات ضوئية وهوة بعيدة

تفصلني عنك تاريخيا

خبراتك

ممارساتك العملية

تجاربك المهنية

طريقة تفكيرك

الثقافة صنعتك قويا

وتريد الثقافة المستبدة أن أبقى دائما ضعيفة!

أيها الرجل لا تكتف

بانتقاد النساء

والتهكم على ثرثرتهن وانفعالاتهن وغيرتهن

والانتقاص من قلة خبراتهن

افتح الطريق لهن.

دع المرأة

تركض باتجاهك لتصل إلى النقطة التي وصلتها

لا يكفي أن يكون لدينا عشرة آلاف امرأة مميزة وقوية وواعية

لدينا أكثر من عشرة ملايين امرأة أخرى

لا يملكن الاعتزاز بأنهن نساء

يرين أنهن بشر من الدرجة الثانية ومواطنات من الدرجة الثانية!

يصبحن عبئا على أنفسهن وأزواجهن وآبنائهن ويكون بعضهن لقمة سائغة

للوساوس القهرية والاكتئاب!

أيها الرجل

أعرف تماما أنك عون ولست فرعون

أعرف وعيك وتعجبني طريقة تفكيرك

دع المرأة تسير في الطريق الصحيح

ستصلن بأمان.

لقد تعلمت بما فيه الكفاية، لقد وعت وفهمت

دعها اليوم تخوض غمار الحياة بثقة

ثق أنها..

ستكون شريكا حقيقيا لك في عمار الحياة!

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب