Friday 25/10/2013 Issue 15002 الجمعة 20 ذو الحجة 1434 العدد
25-10-2013

غزو الثقافة بطريقة حضارية

اليوم يعتبر الإنجليزي المعرب كما يسمى بـ (الفرانكو) دارج بين فئة معينة بين هذا الجيل، ثقافة محيرة في أمرها انتشارها غريب وفي نفس الوقت لم تأخذ جهداً لاستيعابها بل فتح الكثير لها أبواباً لتقتحم لغته وهي اللغة الجميلة اللغة العربية لغة القرآن، اللغة التى حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عما جاء به الإسلام من مفاهيم وأفكار. وأصبحت لغة الدين والثقافة والحضارة والحكم في آن واحد.

غزو هذه الظاهرة جداً يلفت الانتباه ويجعلنا قليلاً نقف عند تلك الحدود و نتعمق في كيفية استدراجها لفئة معينة من الأشخاص وانخراط هذا الجيل معه بكل أريحية.

لو بحثنا في هذه الدخيلة لو جدنا أن حق اللغة العربية هو المسلوب ففيها تحولت الأحرف إلى أرقام باللغة الإنجليزية أم اللغة الأخرى فلم يحدث فيها سوا اختصارات معينة كي تسهل الكتابة،،،إن اللغة العربية هي الأداة التي نقلت الثقافة العربية عبر القرون، وعن طريقها وبواسطتها اتصلت الأجيال العربية جيلاً بعد جيل في عصور طويلة، أين حقها في هذا ولما سلب بكل سهولة ورميت سنين قضاها علماء كثيرون.

يقول مصطفى صادق الرافعي: (إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة. كيفما قلّبت أمر اللغة - من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها - وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها). كيف غزو تاريخ لغتنا وهل هذه تطور أم احتضان لجهل آخر.

لنفرض بأن هذه الطريقة كانت الأسهل بالنسبة لهم!! لو جدنها أصعب في كلا الحالتين فالكتابة تتطلب مهارة و تكوين جملة صحيحة كي يستوعب القارئ هذه الاختصارات للكلمة ويفهم المحتوى المطلوب كون هذه الكلمة اختصرت وهضم الكثير من حروفها لتكوين كلمة غريبة الشكل صعبة في النطق إلا من كان متمرس في هذه الكتابة.

حقيقة أجد بأن هذا الجيل يقترف خطأ كبيراً في حقه وحق لغته واللغة الأخرى،،، فاللغة العربية جميلة بأحرفها وعمق معانيه لا نشوهها ببعض الأعداد الوهمية التي تجعلنا ننخرط في دوامة لا نعي عواقبها فلكل لغة تراثها وثقافتها وأجيالاً سابقة عاشت ورحلت وهي ترسم لنا خطى لنتعلم منها ونبحر في إجابتهم لكل سؤال لغوي حيث إننا بهذا التصرف نهمش خصوصية كل اللغتين.

وأورد هنا بعض الأقوال لبعض العلماء في أهمية اللغة العربية. يقول الفرنسي إرنست رينان: (اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة).

فلكل لغة نغمة خاصة تعزف فيها على أوتار أحرفها فلنستعملها بحرفية وإتقان لنستمتع في عذوبة إبداعها.

وأطوي هذه الأسطر بمقولة الدكتور عمر فروخ في هذا المعنى: (أعجب من الذين يدرسون اللغات الميْتة، ثم يريدون أن يميتوا لغة حية كالعربية).

مقالات أخرى للكاتب