Friday 25/10/2013 Issue 15002 الجمعة 20 ذو الحجة 1434 العدد
25-10-2013

هل تخجل من شراء (الورد) ؟

إذا كنت كذلك فالأمر بسيط ويمكن التخلص منه (بسهولة)، لأنه ليس سوى نتاج البيئة والمحيط (الصحراوي) الذي عاش فيه معظمنا !.

سأحكي لكم حكايتي مع شاب دخل (محل الورد) بينما أنا أنتظر اكتمال (الباقة) التي طلبتها (بالمناسبة لا أدعي الرومانسية هنا)، فقد كنت أشتري ورداً (لزيارة مريض) لا أكثر، على ما يبدو أن ذات البيئة (أثرت حتى في سردي للقصة)، عموماً دخل الشاب وأنا جالس في (زاوية المحل) ولم يلحظ وجودي!.

بدأ يقلب الورد (بعجل) وجواله بيده (يرن) وهو لا يجيب! فقط يسأل عن سعر الباقات الجاهزة، كم هذا؟ كم الحبة من هذا؟ لم يحدد لون معين، أو نوع معين، لم يتفحص رائحة الورد، ولم يُفصح كذلك عن (نوع المناسبة) للبائع الذي سأله: ماهي المناسبة؟! فقط كان يسأل هذا بكم ؟ وهذا بكم ؟ وكأنه يسعر (مقاضي للبيت)!.

فجأة رآني جالساً أمامه مثل (العفريت) لابس شماغ وعقال وبيدي سبحه (سعودي سيم سيم)!.

هول الصدمة جعله يقول لي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) كاملة ولم يترك لي فضل رد التحية (بأحسن منها)، بدأ (الخجل) بادياً على وجهه، وكأنه أرتكب مخالفة أو محظوراً شرعياً واجتماعيا بدخوله محل الورد؟! .

قلب من الورد (ما فتح الله عليه أن يقلب) ثم أنسحب على عجل إلى خارج المحل، متراجعاً عن فكرة شراء الورد، فيما ابتسم البائع في وجهي (ابتسامة خبث)؟!.

الورد (لغة سامية) لمخاطبة الأحاسيس، ولدينا في الطائف و تبوك و جازان وغيرها ارتباط واضح بالورد والفل، ولكنه عند شريحة أخرى يعد من (خوارم المروءة)، وضرباً من ضروب (الرخاوة والرخامة)، بل إن البعض قد تداول سابقاً (فتوى بتحريم إهداء الورد)، كل هذا جعل منا (من لا يجيد هذه اللغة)!.

لازلت أتسال لماذا لم يفصح الشاب عن المناسَبة (للبائع) لكي يساعده في اختيار الألوان المناسِبة؟! ولماذا تراجع عن شراء الورد أمامي (فجأة)؟!.

في محل بيع الورود لدينا يبدو (أنك متهم حتى تثبت العكس)!.

وعلى دروب الخير نلتقي .

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب