Monday 28/10/2013 Issue 15005 الأثنين 23 ذو الحجة 1434 العدد
28-10-2013

هل لسوق الأسهم السعودية مؤشرات استباقية؟

ومن وقت لآخر؛ بسبب اختلاف طبيعة الأسواق عن بعضها، واختلاف العوامل التي تؤثر فيها، لكنها بالتأكيد تساعد في التنبؤ المبكر وفي إعطاء صورة أولية عن وضع الأسواق المالية ومساراتها المتوقعة، قبل أن تصبح واقعاً ملموساً لدى بقية المستثمرين.

والسؤال المهم لدينا دائماً هو: هل لسوق الأسهم السعودية مؤشرات استباقية، يمكن الاعتماد عليها، كحال بقية الأسواق المالية العالمية؟

الإجابة عن السؤال «نعم»؛ إذ يعتمد الكثير من المتداولين في السوق السعودية على مؤشرات استباقية «تقليدية»، مثل: أسعار النفط بسبب ارتباطها القوي بالإنفاق الحكومي، أسعار صرف الريال السعودي والدولار الأمريكي أمام بقية العملات الرئيسية العالمية بسبب العلاقة العكسية لحركتها مع حركة أسعار النفط، النمو الاقتصادي للدول الناشئة بسبب تركز صادراتنا البترولية والبتروكيماوية على هذه الاقتصادات، حركة أسواق الأسهم العالمية والإقليمية بسبب الارتباط الكبير لحركتها بحركة سوق الأسهم السعودية، وغيرها من العوامل التي لا تُعد ولا تُحصى. المهم هنا هو بروز مؤشرات استباقية «قديمة نوعاً ما»، لكنها بدت أكثر اهتماماً كبيراً في الأعوام الأخيرة، حتى أصبحت الآن المؤشرات الاستباقية الأكثر شعبية ومصداقية لدى معظم الأسواق المالية حول العالم.

وسأتحدث هنا عن مؤشرين فقط: الأول هو العائد على السندات الأمريكية لفترة 10 أعوام، والثاني هو مؤشر «vix»؛ إذ إن العائد على السندات الأمريكية يعطي صورة مبكرة للشكل الذي ستكون عليه أسعار الفائدة مستقبلاً كما تراها الأسواق المالية، في حين يعطي مؤشر vix صورة مبكرة للتذبذب الذي ستكون عليه أسواق الأسهم مستقبلاً كما تراها الأسواق المالية أيضاً. لذلك في ظل صعوبة التنبؤ باتجاهات الأسواق المالية، واستمرار حالة الخوف من أي عمليات تصحيح قد تشهدها هذه الأسواق مستقبلاً، أرى أنه من الضروري على كل مستثمر في سوق الأسهم السعودية متابعة هذين المؤشرين خلال المرحلة القادمة، وبإذن الله تعالى سيصل إلى قرارات استثمارية أو مضاربية أقرب للدقة، وأعني بذلك متابعة العائد على السندات الأمريكية لفترة 10 أعوام في حال تجاوزه حاجز 3 في المئة، ومتابعة مؤشر vix في حال تجاوزه حاجز 18 نقطة؛ لأنها ببساطة تمثل أجهزة «الإنذار المبكر» للأسواق المالية حول العالم، وتعني دخولنا رسمياً مرحلة الخطر، وإن لم يحدث ذلك فالوضع مطمئن. والله أعلم.

twitter@mfalomran

مقالات أخرى للكاتب