Friday 01/11/2013 Issue 15009 الجمعة 27 ذو الحجة 1434 العدد
01-11-2013

ماذا يريد طلبة الأزهر في مصر..؟!!

الذي شاهد الفيديوهات لمقاطع اقتحام الطلبة المؤيدين للإخوان للمباني الإدارية بجامعة الأزهر وحصار رئيس الجامعة، ومن تابع المقاطع لتصرفات هؤلاء الطلبة يعجب أن تصدر أفعال وتصرفات من أشخاص هم في الأساس طلبة جامعيون، ثم إنهم ينتمون لتيار يزعمون أنهم ملتزمون بقيمه وأخلاقه التي ترفض الشتم والسباب وارتكاب الرذائل، فالذين شاهدناه في تظاهرات طلبة الإخوان في جامعة الأزهر تجمع كل هذه السيئات إضافة إلى جريمتي تعطيل الدراسة وتخريب قاعات الدرس والمحاضرات ومنشآت الجامعة.

ماذا يفيد عمل هؤلاء الطلبة؟ وهل تنفع أعمالهم الوطن المصري وتضيف لمواقفهم دعماً أو تأييداً سواء في الطلبة الآخرين أو فئات المجتمع المصري الآخر..؟!!

طبعاً من المؤكد أن مثل هذه الأعمال تضر ولا تنفع، بدليل أن جمهرة من الطلاب المستقلين تصدوا للطلبة المشاغبين واشتبكوا معهم في معارك كشفت عن معارضة النسبة الكبرى من الطلبة الجامعيين لهذا العبث.

الطالب الجامعي يفترض أنه وصل إلى مرحلة لا بأس بها من الفهم والثقافة تجعله أكثر قدرة على تحليل الأوضاع والخروج بنتيجة تساعده على اختيار الموقع الصحيح. وهؤلاء الطلاب المتظاهرون، ماذا يريدون؟!!

قياساً على ما يرددونه من هتافات وما يرفعونه من شعارات، يطالبون بإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي، وإعادة الأوضاع في مصر إلى ما قبل 30 يونيو..!!

هذا المطلب وحسب تحليل جميع الخبراء ومنهم من يصنف على التيار الذي ينتمي إليه المتظاهرون، مستحيل التحقيق، فعودة عقارب الساعة إلى الوراء لا يمكن أن يحصل في مصر، وإذا كانت مظاهرة هنا واعتصام هناك، وتنفيذ بعض العمليات الإرهابية سيحقق ما يريد فرضه هؤلاء المتظاهرون، فماذا يفعل الآخرون الذين تظاهروا بأعداد وصلت إلى 30 مليون متظاهر..!!

الإصرار على معاكسة الواقع والاستمرار في التظاهرات العنيفة والتي تستهدف تخريب المنشآت العامة، والتي تتزامن مع عمليات الإرهاب التي تحصل بصورة شبه يومية، ولم تعد قاصرة على الجماعات الإرهابية المتشددة في سيناء بل تمددت عبر فروعها إلى المحافظات والمناطق المصرية الأخرى، وهو ما يشير إلى هدف هؤلاء المتظاهرين المتزامن مع تزايد العمليات الإرهابية، فالجهات التي توجه هؤلاء المتظاهرين وتمول أعمالهم تسعى إلى فرض خياراتها بقوة السلاح من خلال العمليات الإرهابية ونشر الفوضى وتعطيل العمل في المؤسسات التعليمية والجامعية من خلال التظاهرات والاعتصامات، وهذا ما وضح للمصريين جميعاً الذين بدؤوا يتصدون لمثل هذه الأعمال، حيث جوبهت تظاهرات واعتصامات الطلبة الجامعيين في أكثر من جامعة بتظاهرات مضادة من الطلبة الآخرين الذين وإن أطلقوا على أنفسهم بالطلبة المستقلين إلا أنهم في الحقيقة يمثلون جميع طلبة مصر، باستثناء من ينفذون تعليمات نشر الفوضى والإرهاب التي تُرسل إليهم من خارج مصر.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب