Saturday 02/11/2013 Issue 15010 السبت 28 ذو الحجة 1434 العدد
02-11-2013

العُمد في مدينة الرياض

بدأ الاهتمام الجدي بالعُمد يظهر جلياً بعد توحيد الدولة السعودية، وكان العُمدة في ذلك الوقت له ارتباط وثيق بالإمارة، وكذلك بالجانب الأمني للحي، دفعني للاهتمام بهذا الموضوع أن جدي رحمة الله هندي القريوي كان من أوائل العُمد الذين خدموا الدولة في هذا المجال لأكثر من عشرين سنة، ويتضح ذلك في المخطوطة التي تبين العُمد في عام 1367هـ كما ذكرها الدكتور عبدالله المنيف في مجلة الدارة.

في ذلك الوقت كان يحرص أهالي الحي على المرور الدوري على «مجلس العُمدة»، حيث يقابل بعضهم البعض، كما أن العُمدة في السابق كان يحظى بالكثير من التقدير من جميع أهالي الحي، وذلك إيمانا منهم بالدور الكبير الذي يبذله العمدة في خدمة جميع من يسكن الحي، ولن تنسى الأرامل والمطلقات والأيتام دور العمدة في تأمين الكثير من مستلزماتهم اليومية من خلال التنسيق مع عدد كبير من الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال.

كما كان من الممارسات التي يقومون بها إصلاح ذات البين والشفاعة الحسنة البين وحل المشكلات الأسرية داخل الأحياء لأن العمد لديهم الخبرة والدراية التي تمكنهم من حل العديد من المشكلات الأسرية.

اهتم الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عندما كان أميراً لمنطقة الرياض بالعُمد في ذلك الوقت قبل أن ينتقلوا للعمل في شرط الرياض، حيث كان يحرص على عمل لقاءات دورية مع العُمد ويتفقد شؤونهم، ويوفر لهم الدعم الذي يحتاجونه.

لم يعد دور العُمد في الوقت الحالي مثل دورهم في السابق، حيث اختلف الزمان والمكان، فمن يستعيد الذكريات التي تخص «عمدة الحي»، أن العمدة في السابق كان يمثل الحاجز الأمني الأول داخل الحي، كما أن مجلسه كان موقعا للتواصل الاجتماعي.

كاتب وأكاديمي - @drabdullah5454

مقالات أخرى للكاتب