Sunday 03/11/2013 Issue 15011 الأحد 29 ذو الحجة 1434 العدد
03-11-2013

التصنيف الفكري في الحوار الوطني (1)

فاصلة:

(أن يرى المرء ذاته يعني أن يكون بعيد النظر)

- حكمة صينية -

كنت إحدى المشاركات في اللقاء السابع للخطاب الثقافي السعودي «التصنيفات الفكرية وأثرها على الخطاب الثقافي السعودي»، ضمن سلسلة لقاءات ينظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. الحوار كان منظماً بشكل مبهر، ويسير وفق آلية عادلة لإفساح المجال لتعبير المشاركين والمشاركات عن وجهة نظرهم حول محاور الحوار المحددة مسبقاً بما له علاقة بالعنوان الرئيسي للقاء.

موضوع التصنيفات الفكرية ليس جديداً، فالمعروف أنه بدأ في مجتمعنا منذ الثمانينيات، فقد انتشرت تصنيفات مثل «علماني، ليبرالي» وأخرى مثل «سلفي» ثم وصلنا الآن إلى مصطلحات جديدة علينا مثل «إخونجي»، فعل المركز خيراً حين فتح مجال الحوار في هذا الموضوع المهم والذي يلقي بآثاره السلبية على المجتمع فتشيع ثقافة العنف بدل التسامح والسلام، وتتفكّك لحمة الوطن حين لا يكون أبناؤه على قلب واحد فما يعتمل قلوبهم من المشاعر السلبية يعيق حتى طاقات العمل.

كانت المشاركات ثرية والأجمل كان التعرف على أسماء لمشاركين أو مشاركات قدموا طرحاً معتدلاً، وكأنهم يؤكدون أنه لا علاقة بالمظهر الخارجي بأفكار الإنسان ووجهات نظره.

أحببت اللقاء رغم ما التقطته في أكثر من مشاركة أو حوار جانبي، بأن كلاً من الأطراف المختلفة في أفكارها وطروحاتها يقصي الآخر لا شعورياً لأنه مختلف في طريقة تفكيره.

وتختلف نسبة الإقصاء من تهميش الرأي إلى الاتهامات ويحدّدها نسبة الوعي ، ولذلك كان الحوار هادئاً وغير متطرف.

أحببت اللقاء لأنه من المهم أن نعترف بمشاكلنا لنستطيع معالجتها وهذا ما يرفع نسبة الوعي في المجتمع ، وهو بالطبع أفضل من تغطية المشكلات بإسقاطات أو مبررات واهية أو النظر إلى كونها لا ترتقي إلى مفهوم الظاهرة الاجتماعية حتى تستحق الاهتمام.

شكراً مركز الملك عبد العزيز الوطني على تقديمك جرعات وعي وتنوير لهذا المجتمع.

بعد غد أحدثكم عن العلاج لاجتثات مشكلة انتشار التصنيفات الفكرية في المجتمع.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب