Monday 04/11/2013 Issue 15012 الأثنين 01 محرم 1435 العدد
04-11-2013

حان وقت التغيير في الأنشطة الطلابية

يصر جمعٌ من مديري المدارس على أن تكون المدرسة تتشابه فيها الأيام، فلا يختلف (أحدها) عن (خميسها) يُفتتح صباحها بما هو تقليدي حيث التمارين الرياضية غير المنتظمة يؤديها الطلاب بدون اكتراث تتخللها صيحات معلم الرياضة..

.. ثم تنطلق الإذاعة المدرسية مستهلة برامجها بنفس الأداء الذي عايشه المدير والمعلمون قبل عشرات السنين! تتراوح برامجها في الغالب بين هل تعلم ويعجبني ولا يعجبني! يشعر سعادة المدير بسعادة غامرة وهو ينظر للمدرسة وهي ترسو على شواطئ العادي والمتكرر! وقد ارتاحت يداه من عناء التجديف في بحور التجديد والابتكار والإبداع! وكيف له أن يتمكن من إضافة ألوان أخرى تكسر حدة التشابه إلا من خلال ألوان الأنشطة الطلابية الزاهية بتنوعها وثرائها، لكن بعض المديرين بينه وبين الأنشطة (وقفة نفس) ولو قام بشيء منها فهو يقيمها ليسجل في أجندته الرسمية أنه نفّذ نشاطاً، ولا يهم مستوى النشاط ولا كفاءة المعلم الذي أشرف على تنفيذه، وبالتأكيد فهو لن يهتم بعوائده التربوية على الطلاب! وبشكل عام فإنّ المدير يخاف أن يوقف جريان الدروس وتدفقها لأنه غير قادر لأسباب عدة على أن يُوجد البديل الذي يُشكّل استراحة وواحة ووقتاً مستقطعاً يُمارس فيه الطالب شيئاً مختلفاً عما يتلقاه في الفصل، حيث يقبع طوال وقت الحصة منصتاً مستمتعاً في (محاضن) التلقين التقليدية! حيث يركز تعليمنا على المعلومة التي باتت سهلة ويمكن أن يجدها الطالب في كثير من الوسائل الاتصالية، ولقد نسي المخططون والمسؤولون عن التعليم أمرين هامين: أولاً أن يجعلوه جاذباً ومحبباً للطلاب.. وثانياً التأكيد على أن تعليم المهارات لا يقل أهمية عن تعليم ما في المقررات!.. ولن يتم الخروج من عباءة الدروس الفضفاضة وسيطرتها على الجو الدراسي منذ الصباح الباكر إلا بفتح باب الأنشطة الطلابية وتشجيع التدريب على المهارات وتحفيز القدرات ومنح الفرصة للمواهب كي تظهر على السطح، وإكساب الطالب الخبرات لمواجهة الحياة لن يكون بتلك الجملة السحرية افتح يا سمسم، لكن بعمل جاد ودؤوب ورؤية تربوية يدعمها علم وعزم! ويبدو لي أن المشكلة لا تقتصر فقط على المدارس وكادرها الإداري والتعليمي، بل حتى من يديرون عجلة النشاط من مشرفين تربويين عجزوا عن تحقيق المعادلة الصعبة بين ما يرونه من أهداف ضرورية للنشاط، وبين رغبات جيل يتعامل مع التقنية في مجمل أوقاته! وهذا الجيل يفكر بطريقة مختلفة عما يفكر فيه أولئك الأساتذة (الكبار)! والذين درجوا على التفكير في برامح وفعاليات تكرر نفسها كل عام، لم تتطور لتكون محفزة للطلاب وتستخدم ما يتقنونه من تقنيات معاصرة، هذا في حال وجدت تلك البرامج دعماً وحماساً من مدير المدرسةومن خلال تجربة لا بأس بها في مجال الأنشطة أعتقد أنه لا بد من تغيير في مفهوم الأنشطة وطريقة إدارتها، بل وفي شكل ومضمون البرامج المقدَّمة للطالب واستقطاب المشرفين الشباب والاهتمام برأي الطلاب بما يحتاجونه من أنشطة، لكي تكون مناسبة للمرحلة التي يعيشها الطالب لتكون مدارسنا أكثر جاذبية، ويكون تعليمنا يعتمد على فتح الفرص للتجارب والإبداع والتميُّز وهذا لن يتم في محاضن التلقين التقليدية!

alhoshanei@hotmail.com

@alhoshanei تويتر

مقالات أخرى للكاتب