Monday 04/11/2013 Issue 15012 الأثنين 01 محرم 1435 العدد
04-11-2013

التربية ودورها في بناء الفرد وتنمية شخصيته

التعليم مهنة ذات قداسة توجب على القائمين بها أن يكون أثرهم حميداً في بناء تربية قويمة من خلال العملية التعليمية لإعداد المواطن الصالح والإنسان الصالح. والإسلام دين الفطرة وجوهر رسالات السماء، ويحرص على بناء الفرد وتنمية شخصيته السوية.. ولعل من أبرز ما يميز التربية الإسلامية، العلاقة الإنسانية الصافية التي تصل بين الطالب ومعلمه، فالتلميذ يعتز بأستاذه والمعلم يفخر بتلميذه، ويحوطه بعنايته ورعايته واهتمامه، وما أكثر المربين من أسلافنا من أصحاب النظريات والمدارس التربوية والمذاهب التعليمية، من أمثال الغزالي الذي يرى أن صناعة التعليم أشرف الصناعات، وابن جماعة وابن عبدالبر وابن خلدون الذي تضمنت مقدمته أفكاراً جيدة في التربية والتعليم، والقابسي وابن سحنون وابن سينا وأبو بكر بن العربي، الذي طرح الكثير من آرائه التربوية في كتابه (العواصم من القواصم) وكتاب (سراجح المريدين) فهو يرى أن الإنسان إنما يكتسب الفضائل بفعل التربية والتعليم، ويرى أن التربية هي الأساس في كل شيء، ويركز على أهمية الفضائل الخلقية وتربية النفوس وتقويم الأخلاق والمعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها وتؤمن بأهميتها.

لقد كان رواد التربية الإسلامية يحرصون على الترابط بين المعلم والمتعلم وإخلاص النية واحترام المعلم والتواضع والطاعة والاستيعاب والمتابعة وغير ذلك من الصفات الخلقية ومنهج التعليم وأساليبه وروح البحث العلمي. إن على الباحثين الاهتمام بإحياء نفائس التراث التربوية التي تغيب عن أذهان الكثيرين في هذا العصر، فالاهتمام بهذا الجانب مسؤولية كل مرب لإبراز دور تراثنا وفضله على المدنية.

وبعد: ففي تراثنا التربوي نظام شامل للتربية والإعداد للحياة وتوجيه الشباب التوجيه التربوي الصحيح وتقويم سلوكهم الذي يرتكز على أسس تعليمية وتربوية سليمة نابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، والذي جاء وافياً بمطالب الحياة كلها، وكما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ}.

وإنه لحري بكل مرب مخلص أن يبصر بجوانب البيت أو المدرسة أو الطالب دليل واضح على الوعي لتحقيق الفضائل الخلقية والعلمية وغرس القيم السلوكية وتطوير المعارف بمعناها المتكامل وإبراز الجوانب المضيئة التي تهدي إلى الخير وتكون شخصية الطالب، وتعمل على إبراز التراث الحضاري الإسلامي والتعريف به وتطويره وإثرائه لتتفاعل نفوس الشباب به فيزداد تفاؤلاً وأملاً وبشراً لتحقيق المنهج الكريم والتكامل المنشود الذي يحقق الغايات التربوية المثلى وفق ثوابت ومبادئ العقيدة الإسلامية.

- عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية

مقالات أخرى للكاتب