Thursday 07/11/2013 Issue 15015 الخميس 03 محرم 1435 العدد
07-11-2013

ثقافة العمل وثقافة التوظيف!

تألمت كثيراً عندما تعاملت مع إحدى الفنادق الشهيرة في الرياض، ووجدت بأن لديه مديرات غير سعوديات بمرتبات عالية ومزايا كبيرة!

فالمجتمع الذي يعاني من بطالة نسائية تتزايد كل يوم، ورحب بالخطوة الحكومية الشجاعة في فتح باب العمل للنساء، لا يتوقع من المؤسسات استقدام الأجنبيات للعمل في وظائف تستطيع المرأة السعودية شغلها والتميز بها أيضاً. لكننا نعاني

من عصابات يقودها بعض المتنفذين من الأجانب، ويسعون لاحتكار قطاعات ومهن لصالحهم، ويقومون بتوظيف أقاربهم وأصهارهم وذويهم من الجنسين.

وأرجو أن لا يعتبر أحد أن ما أكتبه في مقالي هذا فيه تحامل على غير السعوديين، أو فيه شيء من العنصرية، والحقيقة أني لا أحتاج لتبرير حرصي على وطني ومجتمعي، ممن لا يهتمون إلا بمصالحهم ومنافعهم، وهنا لا أعمم فالنماذج الرائعة من بعض إخواننا العرب العاملين في المملكة تدعو للسعادة والفرح، فمنهم من ساهم بجهده وفكره في التنمية، ومنهم من عمل بجد وإخلاص وأمانة وخدموا وطننا بكل تفانِ.

لكننا في مرحلة مهمة جداً، يجب أن لا نسلم فيها رقابنا لغير أبنائنا وبناتنا، وهنا أقصد أننا بحاجة لصناعة التاجر السعودي، والبائع السعودي، وموظف السوبر ماركت السعودي، والصناعة تختلف كثيراً عن مجرد التوظيف أو الدعم. صناعة تاجر سعودي تتطلب دعمه مادياً، وتأهيله من ناحية التعامل مع متطلبات السوق، وجعله قادراً على تنمية رأس المال، وتسديد الإلتزامات المترتبة عليه، وتفعيل مقدراته التسويقية في المجال الذي يعمل به، وكذلك الموظف الاداري أو الفني في القطاع الخاص.

الشهادة التي يحملها المتقدم للوظيفة، لا تكفي لجعله قادراً على الإنتاجية، وهذا الأمر يحتاج إلى تدريب حقيقي، ليس من خلال المعاهد التي تاجرت في الشهادات، ليتقدم حملة شهاداتها الذين يفتقرون للمهارات إلى سوق العمل، وهم مؤهلين بالاسم من تجار التعليم والتدريب الذين انتشروا هذه الأيام.

نحتاج اليوم إلى تأهيل يتفوق فيه السعودي على الأجنبي، وهذا التأهيل يحتاج إلى وقفة جادة من عدة وزارات، أهمها التربية والتعليم، والمطلوب منها غرس ثقافة العمل، وثقافة الإتقان من خلال المناهج الدراسية، ومن خلال المعلمين، بضبطهم وجعلهم قدوة حسنة للطلاب، ونحتاج إلى وقفة وزارة التعليم العالي، في ترسيخ ثقافة العمل الجماعي، وتقريب الطالب الجامعي من العمل التطبيقي المعتمد على الإنتاجية المرتفعة، وتحمل ضغط العمل، والتعامل مع الأزمات والمفاجآت.

نحتاج إلى استشعار مشكلة عدم ثقتنا في بعض، وفي اتكاليتنا، وفي عدم انضباطنا، يجب أن يسقط الشعار الذي رفعناه لأزمان “أمر الله من سعة”!

نعم أمر الله من سعة، وسع الله عليكم في الدنيا والآخرة، ولكن هذا الزمن يحتاج المزيد من الجدية والمثابرة، والالتفات إلى أبناء الوطن الشباب والشابات، وهم الأكثرية، وهم المكسب الكبير لاقتصاد وتنمية هذه البلاد.

بناتنا يجب أن نثق بقدراتهن، وفي إصرارهن على تطوير ذواتهن وفق إطار الشريعة الإسلامية، التي هي دستور بلادنا، ويجب علينا أن لا نتجاهل عطائهن في مجالات مختلفة، ولا نبقيهن ُمستهلِكات تائهات في دروب انعدام الإنتاجية و يجب أن لا نسمح لهن أيضاً بالعيش بلا هدف أو معنى.

يجب أن تكسر المرأة “الملكة” تاجها الذهبي، وأن تعمل بيدها، دون المساس بثوابتها، ويجب أن تشعر باستقلالية، استقلالية تجعلها مرتبطة بالرجل لأنها تحبه ومؤمنة بالعيش معه، ليس لأنها ضعيفة ومهزومة ومحطمة وهو عائلها ومطعمها وكاسيها!

المرأة هي المجتمع، رغم أنف كل من يريدون ممارسة الديكتاتورية الذكورية، ويجب أن تعلم بأنها قادرة على عمل الكثير وفق التقاليد والأعراف، دون خروج عن المألوف الذي يرفضه المجتمع بكل أطيافه.

نحن أمام مشكلة البطالة بكل تبعاتها المقلقة اجتماعياً واقتصادياً، وعلينا التحرك، لتغيير ثقافة العمل لدى أبنائنا الذين نؤهلهم بمليارات الريالات، ولدى بناتنا اللاتي سيغيرن الكثير وهنّ المجتمع كل المجتمع وليس نصفه، وعلينا أيضاً تغيير ثقافة التوظيف، بتغيير من بأيديهم التوظيف، ممن يحتلون شركاتنا ويحتالون على تجارنا.

من عصابات يقودها بعض المتنفذين من الأجانب، ويسعون لاحتكار قطاعات ومهن لصالحهم، ويقومون بتوظيف أقاربهم وأصهارهم وذويهم من الجنسين.

وأرجو أن لا يعتبر أحد أن ما أكتبه في مقالي هذا فيه تحامل على غير السعوديين، أو فيه شيء من العنصرية، والحقيقة أني لا أحتاج لتبرير حرصي على وطني ومجتمعي، ممن لا يهتمون إلا بمصالحهم ومنافعهم، وهنا لا أعمم فالنماذج الرائعة من بعض إخواننا العرب العاملين في المملكة تدعو للسعادة والفرح، فمنهم من ساهم بجهده وفكره في التنمية، ومنهم من عمل بجد وإخلاص وأمانة وخدموا وطننا بكل تفانِ.

لكننا في مرحلة مهمة جداً، يجب أن لا نسلم فيها رقابنا لغير أبنائنا وبناتنا، وهنا أقصد أننا بحاجة لصناعة التاجر السعودي، والبائع السعودي، وموظف السوبر ماركت السعودي، والصناعة تختلف كثيراً عن مجرد التوظيف أو الدعم. صناعة تاجر سعودي تتطلب دعمه مادياً، وتأهيله من ناحية التعامل مع متطلبات السوق، وجعله قادراً على تنمية رأس المال، وتسديد الإلتزامات المترتبة عليه، وتفعيل مقدراته التسويقية في المجال الذي يعمل به، وكذلك الموظف الاداري أو الفني في القطاع الخاص.

الشهادة التي يحملها المتقدم للوظيفة، لا تكفي لجعله قادراً على الإنتاجية، وهذا الأمر يحتاج إلى تدريب حقيقي، ليس من خلال المعاهد التي تاجرت في الشهادات، ليتقدم حملة شهاداتها الذين يفتقرون للمهارات إلى سوق العمل، وهم مؤهلين بالاسم من تجار التعليم والتدريب الذين انتشروا هذه الأيام.

نحتاج اليوم إلى تأهيل يتفوق فيه السعودي على الأجنبي، وهذا التأهيل يحتاج إلى وقفة جادة من عدة وزارات، أهمها التربية والتعليم، والمطلوب منها غرس ثقافة العمل، وثقافة الإتقان من خلال المناهج الدراسية، ومن خلال المعلمين، بضبطهم وجعلهم قدوة حسنة للطلاب، ونحتاج إلى وقفة وزارة التعليم العالي، في ترسيخ ثقافة العمل الجماعي، وتقريب الطالب الجامعي من العمل التطبيقي المعتمد على الإنتاجية المرتفعة، وتحمل ضغط العمل، والتعامل مع الأزمات والمفاجآت.

نحتاج إلى استشعار مشكلة عدم ثقتنا في بعض، وفي اتكاليتنا، وفي عدم انضباطنا، يجب أن يسقط الشعار الذي رفعناه لأزمان “أمر الله من سعة”!

نعم أمر الله من سعة، وسع الله عليكم في الدنيا والآخرة، ولكن هذا الزمن يحتاج المزيد من الجدية والمثابرة، والالتفات إلى أبناء الوطن الشباب والشابات، وهم الأكثرية، وهم المكسب الكبير لاقتصاد وتنمية هذه البلاد.

بناتنا يجب أن نثق بقدراتهن، وفي إصرارهن على تطوير ذواتهن وفق إطار الشريعة الإسلامية، التي هي دستور بلادنا، ويجب علينا أن لا نتجاهل عطائهن في مجالات مختلفة، ولا نبقيهن ُمستهلِكات تائهات في دروب انعدام الإنتاجية و يجب أن لا نسمح لهن أيضاً بالعيش بلا هدف أو معنى.

يجب أن تكسر المرأة “الملكة” تاجها الذهبي، وأن تعمل بيدها، دون المساس بثوابتها، ويجب أن تشعر باستقلالية، استقلالية تجعلها مرتبطة بالرجل لأنها تحبه ومؤمنة بالعيش معه، ليس لأنها ضعيفة ومهزومة ومحطمة وهو عائلها ومطعمها وكاسيها!

المرأة هي المجتمع، رغم أنف كل من يريدون ممارسة الديكتاتورية الذكورية، ويجب أن تعلم بأنها قادرة على عمل الكثير وفق التقاليد والأعراف، دون خروج عن المألوف الذي يرفضه المجتمع بكل أطيافه.

نحن أمام مشكلة البطالة بكل تبعاتها المقلقة اجتماعياً واقتصادياً، وعلينا التحرك، لتغيير ثقافة العمل لدى أبنائنا الذين نؤهلهم بمليارات الريالات، ولدى بناتنا اللاتي سيغيرن الكثير وهنّ المجتمع كل المجتمع وليس نصفه، وعلينا أيضاً تغيير ثقافة التوظيف، بتغيير من بأيديهم التوظيف، ممن يحتلون شركاتنا ويحتالون على تجارنا.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب