Thursday 07/11/2013 Issue 15015 الخميس 03 محرم 1435 العدد
07-11-2013

لكي لا نخسر الحرب ضد الفساد! (4-4)

حبل غسيل الفساد أكثر العروض إغراء للكتاب وناشطي الشأن العام، وخطورته تكمن في أن وطأة الاستعراض لدى بعض من لا يدركون أبعاد هذا الملف تتجاوز الحدود العلمية والموضوعية لتتحول الى حلبة منافسة لإشعال عاطفة الجماهير دون مسؤولية!

حاولت بعد تعمق بحثي في كنه الفساد وانعكاساته على رفاه المواطن أن أتلمس وسيلة فاعلة لمواجهته بعيداً عن غبار البطولات والرايات التي تغري كل من يخوض غمار هذه المعارك، فوجدت أن المنافسة على إلهاب عاطفة المواطن في أتون هذه المعركة الحامية بالشكل الذي نراه الآن في وسائل التواصل الاجتماعي ليس سوى بوابة لكثرة الجدل وقلة العمل! وأن مواجهته لابد أن تكون على أرضية ما يشاهده ويلمسه المواطن لا ما يسمعه!!

آثار الفساد هي ما يطال المواطن، وهي المرآة التي يبصر فيها حجمه ونوعه... وعليه فإني أعتقد أن الغرق في متابعة الفاسدين وكشفهم لن يكون إلا مطاردة بوليسية لا تنتهي ولا تمثل أولوية في منظومة مكافحة الفساد، فالمهم هو متابعة الآثار التي تحرم المواطن من خدمة واجبة تليق به، لا أعتقد أن المواطن في حاجة الى التأكد من إجراءات ترسية مشروع رصف طريق ما بقدر حاجته أن يكون هذا الطريق المنفذ صالحاً للسير فيه دون أن يفسد سيارته بكثرة الحفر والمطبات العشوائية المصطنعة!! كما أنه غير مهتم بلوحة تحدد تكلفة المشروع ومدة تنفيذه بقدر أهميته في أن يجد مستشفى يتعاطى مع حاجاته الصحية بإنسانية تليق به!

أعتقد أن أي آثار لدور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لن تكون ذات جدوى دون السرعة في إنشاء هيئة جودة الخدمات الوطنية، تراجع وتقيم وتقوم مستوى جودة الخدمات للمواطنين وتقيمها وفق أعلى المعايير، وتقدم كل عام جائزة للوزارات والجهات الحكومية البارزة في تقديم خدمة جيدة للمواطن، ولتكن الجائزة باسم المواطن يقدمها نيابة عنه خادم الحرمين الشريفين .... هيئة جودة الخدمات الوطنية هي الجناح الآخر الذي يفترض أن يحلق بالمؤسسات والوزارات الحكومية في فضاء مواكبة تطلعات المواطنين بعد إنشاء هيئة مكافحة الفساد التي لا نريد لها أن تحلم بالطيران كثيراً بجناح واحد لن يصيب المواطن إلا بالمزيد من الإحباط!!!

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب