Friday 08/11/2013 Issue 15016 الجمعة 04 محرم 1435 العدد

زوجيات

قبعة الخبير والإنصات!

أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون! فإما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم أو ينصت إليها لثوان معدودة.. ويقيم ما يزعجها ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن.. إنه يضطرب عندما لا تقدر إيماءة الحب هذه حق قدرها ومهما كررت إخباره بأنه لا ينصت فإنه لا يستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل.. إنها تريد التعاطف وهو يظن أنها تريد حلولا!

ولأنه يعالج مشكلاته بنفسه نادرا ما يتحدث أحد الرجال عن مشكلاته إلا إذا احتاج إلى نصيحة خبير ويعلل ذلك قائلا: «لماذا أشرك شخصا آخر بينما أنا قادر على القيام بذلك بنفسي؟ إنه يحتفظ بمشكلاته لنفسه إلا إذا كان يحتاج إلى مساعدة شخص آخر للوصول إلى حل. فطلب المعونة وأنت قادر على القيام بذلك بنفسك تفهم على أنها علامة ضعف. ولكن إذا كان حقا يحتاج إلى المساعدة فالحصول عليها دلالة الحكمة وفي هذه الحالة سيجد شخصا يحترمه ليتحدث إليه عن مشكلته.

هذا التفكير عند الرجال هو أحد الأسباب التي تدعو الرجل بالفطرة إلى تقديم حلول عندما تتحدث المرأة عن مشكلات وعندما تبوح المرأة ببراءة بمشاعر ضيق أو تفكر في مشكلاتها اليومية بصوت مرتفع يفترض الرجل خطأ أنها تبحث عن شيء من نصح خبير ويقوم بوضع قبعة الخبير ويبدأ بإسداء النصائح هذا هو أسلوبه في إظهار حبه ومحاولته المساعدة.

إنه يريد مساعدتها لتشعر بتحسن عن طريق حل مشكلاتها إنه يريد أن يكون ذا نفع بالنسبة إليها إنه يشعر بأنه سيقدر حق قدره وبالتالي يكون مستحقا لحبها عندما تستعمل مقدراته لحل مشكلاتها.

لكن بمجرد أن يقدم حلا وتستمر هي في ضيقها يصبح استماعه أكثر صعوبة لأن حله قد رفض ويشعر باضطراب بأنه بدون نفع. إنه ليس لديه فكرة عن أنه باستماعه بتعاطف واهتمام فقط يمكنه أن يكون تدعيميا أنه لا يعلم أن الحديث عن المشكلات عند النساء لا يعني دعوة إلى تقديم حل.

المرأة تقدر السيد الخبير حق قدره مادام لا يبرز عندما تكون متضايقة وتتحدث عن مشكلات فالوقت ليس مناسبا لتقديم حلول فهي عوضا عن ذلك بحاجة إلى الإنصات إليها حتى تشعر تدريجيا بالتحسن.