Friday 08/11/2013 Issue 15016 الجمعة 04 محرم 1435 العدد

في احتفال أقيم بمناسبة تكريم الفائز بجائزة كتاب العام

وزير الثقافة والإعلام يكرم الشيخ صالح بن حميد الفائز بجائزة كتاب العام في دورته السادسة

الجزيرة - فيصل العواضي:

رعى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس الأول، حفل تكريم معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب الحرم المكي الفائز بجائزة كتاب العام في دورته السادسة, وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض.

وأقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة أوضح فيها أن كتاب « تاريخ أمة في سير أئمة»، لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد, الفائز هذا العام يعد سفراً عظيمًا في محتواه العلمي الذي ضم تراجم لأئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ بزوغ العهد الإسلامي الزاهر مع سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، مرورًا بالعصور اللاحقة حتى عصرنا الحالي، والكتاب عظيم في حجمه حيث جاء في خمسة مجلدات كبيرة.

وبين معاليه أن هذا الكتاب القيم اشتمل على قسمين كبيرين أحدهما في تراجم أئمة المسجد الحرام والثاني في تراجم أئمة المسجد النبوي, كما ترجم للأمراء والولاة على الحرمين الشريفين حتى القرن الخامس الهجري, حيث اتبع المؤلف منهجاً علميًا رصينًا في علمه فهو يترجم للإمام عن الخطيب وللإمام الخطيب ولمن صلى التراويح فقط ولمن أم نيابة وليس بشكل رسمي وكل من أم ولو صلاة واحدة ترجم له.

وقال: إن المؤلف طاف قدم معارف ومعلومات قيمة من أخبار الأولين ومن أنباء المتأخرين, وقدم لنا تعريفًا بالكعبة المشرفة وتاريخ العمارة في المسجد الحرام والمسجد النبوي على مر العصور, كما عرف بوظائف الحرمين الشريفين كالإمامة والأذان والخطابة والحجابة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس وغيرها من الوظائف التي ارتبطت بهذين المكانين الطاهرين.

وأشار الدكتور خوجة إلى أن هذا الكتاب يمثل جهدا مباركا يشهد على ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال عظيمة في خدمة الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.

وشكر معاليه مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي على جهدهم، وأمانة منطقة الرياض، مهنئاً معالي الأمين المهندس عبدالله بن عبد الرحمن المقبل على منحه العضوية الشرفية لنادي الرياض الأدبي .

وقال: يسرني هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية الذي وافق على طلبي بتخصيص هذه الأرض بمساحة 2520م2 للنادي الأدبي في الرياض، والشكر موصول إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، على دعمهما ومساندتهما لجميع الأنشطة الثقافية والأدبية في منطقة الرياض، مشيراً إلى أنه نظرًا لجهود الأمانة فقد قامت وزارة الثقافة والإعلام بتكريمها في مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع في المدينة المنورة في شهر شوال الماضي .

بعد ذلك ألقى الفائز بجائزة الكتاب معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن صالح بن حميد كلمة أوضح فيها أن الرصد التاريخي للأحوال، والأحداث، والنظر في سير الرجال وتأمل أعمالهم، وجهودهم ومشاركتهم في واقعهم العلمي والعملي، يعد من سبل قراءة الحضارات , ومقدار أثرها وتأثرها، وتدوين هذا السفر جاء لكشف تراجم أئمة الحرمين الشريفين من عهد النبوة إلى عصرنا الحاضر، وتوثيق جزء من تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة .

واستعرض معاليه وقفات لبعض ما وقف عليه في عرضه التاريخي لترجمات هؤلاء الأئمة الأعلام منها كثرة الأئمة وندرتهم في بعض العصور، والبيوت التي توارثت الإمامة، وتاريخ عمارة الحرمين الشريفين بشكل مرتب متسلسل، وتاريخ نشوء المقامات وتعدد الأئمة وكيفية تنظيم الصلاة وترتيبها فيما بينهم، وموقف العلماء من حكم هذا التعدد , كما تعرض الكتاب بإيجاز للأذان وتاريخه, ونظام مشيخة الخدم والوظائف في الحرمين الشريفين من التدريس والرفادة والسقاية والإيقاد والنظافة والفرش وغيرها، مبيناً أن الكتاب رصد استقراءً تاريخياً لصلاة التراويح والتهجد وختم القرآن الكريم في الحرمين الشريفين، والنتائج والتوصيات .

وقال معاليه: إن موضوع الكتاب فيه ثراء علمي واسع ويوصي بتوجيه الباحثين وطلاب الدراسات العليا بإجراء البحوث والدراسات العلمية والتاريخية حول الأئمة لاسيما الذين تم رصدهم ولم يوجد لهم تراجم أو الذين ذكر المؤرخون أعدادهم ولم يذكروا شيئاً عن أسمائهم أو سيرهم، وتكون من خلال بحوث علمية وندوات متخصصة، مقدماً شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة على رعايته هذه المناسبة، كما شكر معالي أمين عام دارة الملك عبد العزيز فهد السماري، ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن الحيدري، وبنك الرياض على دعمه لهذه الجائزة، مهنئاً معالي أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالله المقبل على منحه العضوية الشرفية لنادي الرياض الأدبي بعد ذلك ألقى المشرف العام على إدارة خدمة المجتمع ببنك الرياض محمد الربيعة كلمة أوضح فيها أن احتضان جائزة الكتاب والحرص على استمراريتها كونها أنموذجا ثقافيا رياديا يتصدر أولويات البنك في خدمة المجتمع وتعزيز الوعي والنهوض به، وهذا نموذج يحتذى به في مجال الشراكة المجتمعية، مشيراً إلى أن جهود المؤلف تضافرت مع جهود مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبد العزيز ليسلط الضوء على تاريخ لم يحظ بعناية كبيرة عبر القرون الماضية على الرغم من أهميته. وتمنى أن يحتفل في الدورات القادمة بنخبة ممن ينثرون إبداعاتهم في شتى صنوف الأدب والعلوم والثقافة لتغني تجربتنا الإنسانية وترسخ حضورنا في مجتمع المعرفة.

إثر ذلك ألقى معالي الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة أشار فيها إلى أن المملكة العربية السعودية تهتم بنشر العلم والمعرفة وتكرم العلماء وتعلي شأنهم ليعكس ما تنعم به هذه البلاد من نهضة علمية وازدهار ثقافي يشهد بما بذلته هذه القيادة الرشيدة من جهود كبيرة لنشر العلم وتشييد صروح الثقافة، وإعلاء منابر المعرفة، وذلك لكونها المرتكز المهم للنهوض الحضاري، وبناء الإنسان القادر على خدمة دينه ووطنه.

وعد معاليه المجال التاريخي أحد أهم مكونات الأمة الإسلامية، بما يحويه من سيرة عطرة لخير المرسلين عليه أفضل الصلاة والتسليم، وما يتضمنه من شخصيات فذة ومواقف خالدة يجب أن تستحضرها الأجيال القادمة، وأن تستقي منها القدوة الحسنة والعبرة, مشيراً إلى أنه بتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز -حفظه الله- انبثق مركز تاريخ مكة المكرمة أحد المراكز العلمية بالدارة الذي يهدف إلى جمع مصادر تاريخ هذه البقعة الشريفة، وإعداد ونشر الدراسات المتصلة بهذا التاريخ، ودعم الباحثين في جميع انحاء المعمورة لخدمة تاريخ البيت العتيق، لمواكبة ما توليه المملكة العربية السعودية من عناية واهتمام كبيرين بالحرمين الشريفين، وإيجاد مركز متخصص في هذا الشأن يحظى بالدعم والرعاية والمساندة ليؤدي رسالته المنوطه به.

ثم ألقى رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض المشرف العام على الجائزة الدكتور عبدالله الحيدري كلمة أوضح فيها أن هذه الجائزة أنموذج للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية والقطاع الخاص، مشيراً إلى أنه حرصاً من النادي على توثيق هذه الشراكة بالكلمة والصورة أصدر كتاباً وثائقياً بعنوان «جائزة كتاب العام: خمس سنوات من النجاح».

وأعرب عن شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام على رعايته السنوية لاحتفالات الجائزة ، ودعمه لفعاليات النادي والحركة الثقافية، مشيداً بالشراكة مع بنك الرياض على دعمه النادي بهذه الجائزة البالغة مائة ألف ريال، إضافة إلى درع الجائزة وبراءتها.

وفي ختام الحفل كرم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الفائز بجائزة الكتاب معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وممول الجائزة بنك الرياض، ومنح معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل عضوية النادي الشرفية التي أقرها مجلس إدارة النادي مؤخراً تكريماً له على دعمه النادي ولجهود الأمانة في استضافة النادي في المقر الحالي.

كما كرم معاليه دارة الملك عبدالعزيز, ومركز الملك فهد الثقافي, وأعضاء لجنة التحكيم الدكتور زياد بن عبدالعزيز آل الشيخ, والدكتورة هيفاء بنت محمد الفريح، وأمين عام الجائزة الدكتور صالح المحمود . حضر الحفل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، وأعضاء النادي الأدبي.

يذكر أن كتاب « تاريخ أُمّة في سير أئمّة « الذي ألفه معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، وصدر عام 1433هـ عن مركز مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز يسرد سيرة 1312 إماما للحرمين الشريفين منذ عهد النبوة حتى الوقت الحاضر ، منهم 745 إماما للمسجد الحرام، و 567 إماما للمسجد النبوي.

ورتب المؤلف الأئمة بحسب تاريخ وفاتهم وضمن الكتاب عرضًا لتاريخ عمارة الحرمين، والتعريف بالكعبة المشرفة وتاريخ ترميمها وكسوتها، وقام المؤلف بالتعريف بوظائف الحرمين الشريفين مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة والفراشة وإضاءة القناديل وإلقاء الدروس.

كما جاء المؤلف على ذكر المقامات وصفتها وكيف بدأت وكيف جمعت على إمام واحد في الدولة السعودية الأولى ثم لاحقًا في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله.

موضوعات أخرى