Friday 08/11/2013 Issue 15016 الجمعة 04 محرم 1435 العدد

في رسالة ماجستير قدمها أحمد العرف مستعرضاً جوانب مضيئة في حياته

استحضار شخصية الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري بجامعة القصيم

بريدة - بندر الرشودي / تصوير - عبدالله الرضيان:

استحضر أحمد العرف طالب الماجستير في قسم التاريخ بكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية شخصية الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري عبر رسالته التي تعد أول دراسة أكاديمية تسلط الضوء على شخصية محمد الأحمد السديري.

وقد تناول الباحث شخصية مرموقة لها مكانة بارزة، حظيت بحضور معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي ونجل الشاعر الأستاذ يزيد بن محمد الأحمد السديري ووكيل الكلية للدراسات العليا الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن راشد السنيدي، قال عنه: محمد الأحمد السديري إداري محنك وشاعر وأديب، وله إسهامات ثقافية في الأدب، وكان من رجال الدولة المخلصين الذين اعتمد عليهم الملك المؤسس وأبناؤه من بعده، وتسلم في عهدهم كثيراً من المناصب القيادية التي أثبت فيها براعته وحنكته الإدارية والسياسية، فقد عاش مرحلة مهمة من مراحل تكوين تاريخ المملكة العربية السعودية وعاصر المؤسس وثلاثة من أبنائه الذين تولوا مقاليد الحكم بعد وفاته فمنذ شبابه المبكر اضطلع بمسؤوليات جسام، وذلك بحكم التنشئة الصالحة والسمات التي تحلى بها، استطاع أن يقوم بالمهام الإدارية الموكلة إليه بكل فعالية واقتدار، فقد تولى إمارة الجوف بعد أخيه عبدالعزيز بن أحمد السديري لمدة (7) سنوات تقريباً من عام 1357- 1364هـ-1938- 1944م فاثبت كفاءة نادرة في توثيق عرى الإخاء بين القبائل وتوطيد علاقتهم بالدولة، بعد ذلك صدر الأمر الملكي بنقله إلى إمارة جازان لمدة (4) سنوات تقريباً من عام 1364-1368هـ - 1945- 1949م، التي أنجز فيها عدداً من الأعمال، بعد ذلك اختير لقيادة قوات المجاهدين في فلسطين لمدة عامين 1368-1369هـ - 1948-1950م، إلا أن الظروف حالت دون الاشتراك الفعلي للمجاهدين فتوقفوا بالجوف، لأن بعض البلدان المجاورة تعذرت عن دخول أي جيش عبر أراضيها.

ومضى بقوله: بعد ذلك صدر الأمر الملكي باختياره أميراً لمحافظة خط الأنابيب (التابلاين) بالحدود الشمالية من عام 1369-1376هـ - 1948-1956م عمل فيها على حفر الآبار الارتوازية وتوزيعها على مناطق متفرقة، وأسهم في إنشاء شركة للكهرباء وغيرها من الأعمال وبعد أن انتهت مهمته في عام 1376هـ -1956م تفرغ لأعماله الخاصة وشؤون عائلته وأولاده لمدة (6) سنوات تقريباً، بعد ذلك صدر الأمر الملكي باختياره مشرفاً على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان من عام 1382-1389هـ - 1962-1969م على أثر الأحداث في اليمن، ولسابق معرفته لهذه المنطقة وعلاقته مع القبائل اليمنية أخذ يتعامل مع الأحداث بكل سياسة ومرونة وحافظ على أمن المنطقة وقام بالعديد من الأعمال فيها، وبعد انتهاء عمله الرسمي تفرغ للكتابة والتأليف وشرع في الاهتمام بالزراعة والبيئة والحياة الفطرية.

وأكد العرف أن سبب اختياره لهذه الشخصية في دراسته الأكاديمية هو الكشف عن سيرته ومكانته في تاريخ المملكة العربية السعودية والتي خفيت على كثير من الناس، ولم تلق حقها في البحث والدراسة، واحتياج مكتباتنا لدراسة مثل هذه الشخصيات التي يمكن أن تضيف شيئاً جديداً عن حياة مؤسس هذا الكيان وما قدمه لهذه البلاد في تحقيق الاستقرار والبناء في تلك المرحلة التي تتطلب تظافر الجهود، ووجود عدد من الوثائق تعطي البحث أهميته.

وأضاف قائلاً: إن هذه الشخصية من الموضوعات التي لا يمكن تجاهلها أو إهمالها، فقد كان لها دور كبير في كثير من المجالات السياسية والحضارية والثقافية والاجتماعية، وهي جزءٌ من تاريخ المجتمع السعودي، ولم تنل السيرة حقها من العناية فلم أقف حسب علمي، إلا على كتاب واحد فقط وليس بدراسة جامعية، وبذلك فشخصيته -رحمه الله- بحاجة ماسة إلى إلقاء الضوء عليها بشيء من التفصيل، اعترافاً بجهوده وما قدمه من أعمال جليلة لهذا البلد المعطاء من خلال المهام التي أوكلت إليه والمناصب القيادية التي تقلدها وشهرته وريادته في التاريخ والأدب في المملكة العربية السعودية، بل إن الشعراء لا يبالغون حين يؤكدون مراراً بأن الشعر في المملكة العربية السعودية قل أن يكتب فيه دون التطرق إلى شعر الأمير محمد الأحمد السديري -رحمه الله- فكيف بنا والموضوع برمته يتناول التعرف على حياته وأعماله، حيث يخفى ذلك على كثير من الناس بسبب شهرته -رحمه الله- الشعرية، وكثرة الكتابات الصحفية بهذا الموضوع.

وقد قسم الباحث دراسته إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.

الفصل الأول: تحدث عن أسرة السديري وإمارتهم ودورهم في الدولة السعودية، وفيه مبحثان:

* المبحث الأول: ذكر نسبهم، وموطنهم، ودورهم في الدولة السعودية الأولى، والثانية، وكان لهم أعمال بارزة في نجد والأحساء والقطيف، وعُمان والبريمي.

المبحث الثاني: تناول أعلاماً من نساء هذه الأسرة وكان من أبرزهن «زوجة الإمام عبد الرحمن الفيصل ووالدة الملك عبد العزيز، وزوجات الملك عبد العزيز-رحمهم الله-»، وتضمن أيضاً تعريفاً بشكلٍ -موجز- عن أعلام الرجال من هذه الأسرة الذين تولوا مناصب في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، وتحدث أيضاً عن والد شخصية هذه الدراسة الأمير أحمد بن محمد السديري، وأبنائه ثم ذكر أيضاً بشكلٍ موجز عن ولادتهم وتعليمهم ونشأتهم، ومناصبهم وإمارتهم للمناطق وأعمالهم السياسية والاجتماعية والحضارية وجهودهم الإنسانية في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية.

فيما تحدث بالفصل الثاني عن اسمه ومولده ونشأته وعصره وحياته «وقُسم إلى مبحثين وهي:

المبحث الأول: ذكر اسمه ومولده ونشأته وعصره، وشخصيته وصفاته الخَلْقية والخُلُقية، وصلته لرحمه وتواضعه وكرمه وحلمه وصبره وأخذه بمبدأ الشورى وتسلية مجالسه ورحابة صدره وشجاعته وحكمته ورجاحة عقله وحبه للصيد وأمانته ونزاهة يده وعنايته بملبسه ومظهره الخارجي وحبه لوطنه وعلاقاته مع الأسرة الحاكمة، وملوك العرب وكبار الشخصيات والعلماء ووفائه لأصدقائه، ومواقفه مع أفراد مجتمعه وتحسس احتياجاتهم ومحبة أفراد مجتمعه له، وحسن إدارته وشُهرته.

المبحث الثاني: تعليمه وثقافته وبيئته الثقافية.

كما استعرض بالفصل الثالث نشاطه الأدبي وإنتاجه العلمي استعرض فيهما إنتاجه الأدبي لافتاً إلى أنه صدر له عدد من المؤلفات التي لاقت استحسان ساحة كبيرة من القراء في الوطن العربي مثل: كتاب «أبطال من الصحراء» الذي صدر منه الجزء الأول، وهو أول كتاب يؤلف في مجاله، تحدث فيه عن قصة خمسة فرسان، وأصبح مرجعاً مهماً للباحثين، ومن أبرز الذين رجعوا له المؤرخ عباس العزاوي في مخطوطه عن تاريخ نجد، والجزء الثاني من هذا الكتاب لا يزال مخطوطاً وسيصدر قريباً بإذن الله تعالى.

كذلك كتاب رواية «الدمعة الحمراء» وهي قصة حب عذري عفيف، وقد صورت هذه القصة في مسلسل تلفزيوني عُرض في القناة السعودية الأولى في عام 1402هـ - 1981م، وكتاب مرويات الأمير محمد الأحمد السديري الذي جمع الكثير من الأشعار والقصص التاريخية والقبلية، وأحداث وأخبار شخصيات من حاضرة وبادية تاريخ الجزيرة العربية الحديث، وكذلك كتاب «الحداوي» الذي يقع في جزأين، وهو أول كتاب يؤلف في موضوعه لم يسبقه سابق، وهو يتحدث عن أهازيج قيلت في حروب ومعارك جمعها المؤلف لفترة طويلة وشمل أغلب أنحاء الجزيرة العربية، وكذلك كتاب «ديوان» الذي صدر في جزأين، حيث ضما عدداً من قصائد الأمير محمد وملاحمه الشعرية «الملحمة الشعبية» قصيدة سياسية تقع في (131) بيتاً، وقد لاقت هذه القصيدة إشادة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

وتناول بالفصل الرابع أعماله الخيرية وحياته العائلية وأعماله الإدارية ووفاته ورثائه، وتم تقسيمه إلى ثلاثة مباحث وهي كالتالي:

- المبحث الأول: ذكر أعماله الخيرية.

- المبحث الثاني: خُصص لأعماله الإدارية.

- المبحث الثالث: استعرض وفاته ورثاءه.