Saturday 09/11/2013 Issue 15017 السبت 05 محرم 1435 العدد

إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة: محاولات أعداء الخارج وبعض المتأثرين من الداخل هدفها تحريك البلاد عن مصدر قوتها وعزتها

التبديل في الدين الذي تخشى عواقبه هو كل تبديل يؤول إلى إفراط أو تفريط

مكة المكرمة - واس:

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله - عز وجل - والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قام بشكر الله على حسن النعم وأنه شكر الله على نعمة وقعت لنبي قبله بمئات السنين، بل وشرع ذلك لأمته وبين لهم ما في ذلك من الثواب العظيم ويقصد بذلك يوم عاشوراء , مؤكدا أن الشكر نصف الدين وأن الله تعالى هو الشاكر العليم وهو الشكور الحليم وهو يحب الشاكرين، ووعد على الشكر بالأجر الجزيل وأمر الله بالشكر ونهى عن ضده وأثنى على أهله ووصف به خواص خلقه، ووعد أهله بأحسن جزاء وجعله سببا للمزيد من فضله وحافظا لنعمته.

وأكد أن الشكر هو الثناء على المحسن بما أولاه من المعروف ولا يكون المسلم شاكرا لأنعم الله حتى يشكر ربه بقلبه ولسانه وجوارحه، فيعتقد في قرارة نفسه أن ما في نفسه من نعمة جاءت من الله وحده فضلا منه وإحسانا، ويكون لسانه حامداً لله وثناؤه مشيراً إلى أن حقيقة شكر النعمة هي الاستعانة بها على مرضاة المنعم ومن استعان بنعمة الله على معصية الله فقد كفر بالنعمة وتعرض لعقاب المنعم. وأوضح فضيلته أن الشكر سبب لرضى الله عن العبد وهو سبب للزيادة في الرزق، محذرا من كفران النعم واتخاذها مطية للعصيان والبطر والاستكبار على أوامر الله ونواهيه لتكون سببا لمحق البركات وسلب النعم وتدميرها بالنقم ونزول البلايا والعقوبات العامة، مبينا أن من كفران النعم الإسراف والتبذير والطغيان والتباهي بما يجلب سخط الله وينزل غضبه وعقابه.

وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن لحفظ النعم العامة والخاصة ومنها الأمن في الأوطان واجتماع الكلمة ودوام العيش الرغيد، ولحفظ تلك النعم الجليلة أسباب شرعية لا تغني عنها الأسباب الدنيوية ؛ بل إن الأسباب الشرعية هي الأصل، وقال: «إن جزيرة العرب كانت خالية من الحضارة والتاريخ فلما أشرقت شمس الإسلام منها وعليها أصبحت قطبا إسلاميا للعالم ومركزا له، وتجبى إليها الخيرات ثم تأخرت فبعدت عن التأثير حينا من الدهر، حتى أذن الله بقيام الدعوة الإصلاحية فيها على منهج النبوة قبل ثلاثة قرون فعادت جزيرة العرب مضيئة فأخرج الله لها ولأهلها كنوز الأرض وأتاها الخير من حيث لا تحتسب وأسمع للعالم كلمتها، وهابها واتقاها من لم يكن يخافها قبل عقود ولم يكن لها ذلك إلا بتوفيق الله وإرادته الخير لأهلها وأن الدولة أسست على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وستبقى ما دامت باقية على هذا النهج ومحافظة على هذا الأساس الذي قامت عليه، ومن الدوام الوعي بهذه الحقيقة والثبات على هذا المبدأ.

وبين الشيخ آل طالب أن المحاولات المعادية من الخارج صداها بالداخل من بعض المتأثرين بها ممن يحاول زحزحة هذه البلاد عن النهج الذي تسير عليه هو في الحقيقة رغبة في تحريكها عن مصدر قوتها وعزتها الذي وهبه الله لها، موضحا أن التبديل في الدين يتبعه التبديل في الحال، والتبديل في الدين الذي تُخشى عواقبه هو كل تبديل يؤول إلى إفراط أو تفريط، فالغلو وتكفير المسلمين واسترخاص الدماء ونشر الفوضى هو نقص في الدين وزعزعة له قبل أن يكون زعزعة للأمن والاستقرار وتدمير للحياة والإلحاد ونشر الفاحشة والمجاهرة بما يغضب الرب هو هدم للدين وصد للناس عنه وكفر بالنعم. ودعا فضيلته العقلاء أن يأخذوا على أيدي السفهاء مشددا على أن الضرر إذا وقع يقع على الجميع ومن واجب كل مسلم أن يدافع عن حقه في الأمن والفضيلة فإن ذلك أمن من العذاب وزوال النعم.. داعيا الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين.

موضوعات أخرى