Sunday 10/11/2013 Issue 15018 الأحد 06 محرم 1435 العدد
10-11-2013

خذ من الخل يختل.......!!

إلا مستودعات الحب ومخازن العلم لا تختل أبدا حين تأخذ منها, فناموسها,وطبيعتها, بالعطاء تثرى..

بل يزداد بعطائهما مكنونُهما.., وتُشحذ قوتُهما..!

والقلوب لا تتوقف إلا بالموت.., وكذلك العقول لا تنطفئ إلا به..

غير أن كلَّ مادي حين تأخذ منه ينقص..، والنقصان اختلال..

هكذا قال حكيم العرب من قبل واتخذ من الخل مادة قياسية.. فكوَّن جملةً تنبيهية يحذر بها المسرفين الذين يتَّكلون على ما عندهم ولا يسعون عملا عليه.., فإذا ما اختل نقصانا..، وزيد إسرافا فيه..,

وجد المرءُ منهم نفسَه فارغَ اليدين.. صفر العتاد,..!!

كأن الحكيم قد استقي المعنى من الآية الكريمة: «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا»..

لأنه إن فعل على أحد الوجهين يعود يتلحف الناس سؤالا, ويستمرئ الشحاذة..,

أو يصبح خاويا تتلقفه ريح الحاجة, وضنك الفراغ..

ولأن الخل مادة قابلة للزيادة والنقصان فهي بين يدي صاحبها حجة له إن أثراها وعليه إن بددها, أواعتمد عليها..!

غير أن الذي يعمل على خلِّه, يثريه عملا, ويزيد عليه إنتاجا, وينميه كفاحا..

لن يختل خلّه ولن تفرغ أوعيته منه حتى يقضي الله أمره..

فالإسراف في كل أمر مهلكة, مالم يكن هناك إرفاد جاد له..,

ولذا خُلق المرء للعمل لا للأمل..,

وللعطاء لا للبخل..,

وللعيش الكريم لا للذل..

فلتضخ القلوب حبا للعمل لا ينفد..,

ولتعمل العقول لمزيد من إثرائها علما لتبدع..,

ولتتبذل الجهود لحياة تتبادل أدوار التفاعل بين عطاء مشكور.., وبناء معمور..

كي لا يختل الإناء بالخل, فيضربُ المرءُ كفيه حسرةً.., وملامة..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب