Monday 11/11/2013 Issue 15019 الأثنين 07 محرم 1435 العدد
11-11-2013

فزعة الشباب في التصدي للغوغائيين في منفوحة

فزعة الشباب السعودي بالوقوف إلى جانب الدوريات الأمنية في التصدي لشغب الإثيوبيين في حي منفوحة في الرياض عملٌ محمودٌ، يؤكد وطنية ورجولة هؤلاء الشباب، خاصة بعد تمادي المشاغبين الذين اعتدوا على سيارات الشرطة وعلى المواطنين المارة، ونال إيذاؤهم المواطنين والمقيمين على حدٍّ سواء، الرجال والنساء والأطفال، إلى حد استعمال أحد المشاغبين (الساطور) للاعتداء على أحد الأطفال.

هذه الفزعة نرجو أن تستمر وتتواصل بالتعاون مع الحملات الأمنية والتفتيشية، ليس بحمل العصي والهجوم على المشاغبين حتى وإن خرجت أفعال تلكم المشاغبين على القانون، ولكن بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والرقابية، بعدم إيواء أي مخالف، وعدم تشغيل المخالفين للإقامة مهما كانت الحاجة ملحة لخدمة ذلك المخالف، كما أن مساعدة الأجهزة الأمنية والرقابية تكون أفضل بالإبلاغ عن تجمعات المخالفين، وليس بالهجوم عليهم؛ لأن ذلك يسبِّب فوضى ووقوع إصابات بكلا الطرفَيْن، وهو ما لا نريده؛ لأن هؤلاء المخالفين مهما كانوا بَشَر؛ ويجب معاملتهم بإحسان حتى وإن خالفوا القانون.

والواقع أن وصول هذه التجمعات المخالفة إلى هذا المستوى من الخطورة، التي تهدد أمن المجتمع والوطن، سببه تخلي كثير من المواطنين عن مسؤولياتهم التي يجب الالتزام بها، ليس تأكيداً للوطنية، بل مشاركة في تحقيق الأمن والسلامة للمواطن نفسه وعائلته. ولقد شاهدنا في مواجهات مساء يوم السبت كيف انطلق غوغاء المخالفين في منفوحة، واعتدوا على المواطنين وعائلاتهم، ودمروا ممتلكاتهم..

هذه التجمعات كانت تكبر وتتضخم تحت أعيننا، دون أن نتحرك لمنعها، على الأقل بالإبلاغ عن وجود تلك البؤر التي في أغلبها بؤر إجرامية، فضلاً عن قيام بعض المواطنين بمساعدة هؤلاء المخالفين، سواء بالتستر عليهم أو إيوائهم ونقلهم من أماكن تسللهم إلى الرياض مقابل مبالغ مالية، يقبضها المتواطئ ليضر بلاده وأبناءها؛ فهؤلاء المشاغبون جميعهم تسللوا عبر البحر من إفريقيا إلى السواحل السعودية، أو إلى سواحل اليمن، ثم تسللوا إلى الأراضي السعودية، فكيف وصلوا إلى الرياض..؟! مَن الذي نقلهم إلى الرياض وإلى مدن أخرى، تختزن هي الأخرى (قنابل غوغائية)، ستنفجر في وقت آخر..؟! وبعد وصولهم إلى الرياض وإلى المدن الأخرى مَن الذي سهّل لهم الإقامة، ووفّر لهم الإيواء والسكن..؟!!

في الرياض وفي مدن أخرى، في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة وجازان، أماكن تجمعات عشوائية، تضم هؤلاء المخالفين والمتسللين، وتكبر تجمعاتهم - للأسف - بمساعدة المواطنين الذين نتمنى منهم أن تمتد فزعتهم بمساعدة الأجهزة الأمنية والرقابية، وأن يتوقفوا عن مساعدة هؤلاء المخالفين، وأن يبلغوا ليس فقط عن المخالفين بل عن كل من يقدم لهم المساعدة لمخالفة أنظمة الوطن.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب