Thursday 14/11/2013 Issue 15022 الخميس 10 محرم 1435 العدد
14-11-2013

لماذا يهتم بوتن بالتصنيفات العالمية للجامعات؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عبر عن استيائه واستياء بلاده من ضعف أداء الجامعات الروسية في التصنيفات العالمية. ووضع خطة وطنية لضرورة أن تتواجد على الأقل خمس جامعات روسية بين أفضل مائة جامعة في العالم عام 2020م وفق التصنيفات العالمية المعروفة. وهناك حراك قوي في المؤسسات الروسية..

.. يتزعمه السيد بوتن ووزير التعليم وهيئة الجامعات والجامعات ذاتها بهدف إحداث نقلة كبيرة في هيكل ومضامين الجامعات حتى ترتقي إلى مصاف الجامعات العالمية.

لاحظ السيد بوتن في مايو من العام الماضي أن أفضل الجامعات الروسية متأخرة بين جامعات العالم، ففي تصنيف كيو اس للعام 2011 - 2012م احتلت أفضل جامعة روسية (جامعة لومونوسوف موسكو ستيت) الترتيب 112، وتلتها جامعة سانت بيتسبرج ستيت في الترتيب 251، ثم جامعة بومان موسكو ستيت التقنية في المرتبة 379، وجامعة موسكو ستيت للعلاقات الدولية في المرتبة 389، وجامعة نوفوسيبرسك ستيت في المرتبة 400. وفي تصنيف صحيفة التايمز دخلت فقط جامعتان هما جامعة لومونوسوف موسكو ستيت في مرتبة تقع بين 276 - 300، وجامعة سانت بيتسبرج ستيت في مرتبة تقع بين 350 - 400. أما في تصنيف شنجهاي فقد دخلت جامعتان فقط في هذا التصنيف وهما جامعة لومونوسوف موسكو ستيت في المرتبة 74 وجامعة سانت بيتسبرج ستيت في مرتبة بين 301 - 400.

ومن الواضح أن السيد بوتن يعمل بجدية كبيرة في نقل الجامعات الروسية إلى مصاف الجامعات العالمية، ولم يكن هذا التوجه للاستهلاك الإعلامي فقط، بل قد أصدر قراراته في العمل نحو هذا التحول. فقد قبل بوتن اقتراح قدمه مدير أكاديمية العلوم الروسية في دمج جامعتين في سيبيريا وفي سانت بيتسبرج مع الأكاديمية بهدف دفع هذه الأكاديمية إلى الارتقاء بترتيبها في التصنيفات العالمية للجامعات. كما بدا التهديد للجامعات التي لا تقوى على المنافسة بإيقافها أو إيقاف الدعم لها. وقد عمل وزير التعليم والعلوم على إعادة هيكلة الجامعات حيث توجد 135 جامعة وأكثر من أربعمائة فرع للجامعات وهذه بحاجة إلى عمليات دمج أو إيقاف أو إغلاق، حتى تصبح لدى روسيا جامعات منافسة على المستوى الدولي. كما هناك توجه لوضع اختبارات للقبول في الجامعات لإتاحة الفرصة لكل أبناء وبنات روسيا للدخول في الجامعات الرئيسة والكبيرة في موسكو أو سانت بيتسبرج بدلا من الاقتصار فقط على أبناء هاتين المدينتين. وهناك مصاعب واجهها تطبيق هذا الامتحان ولكن يظل التوجه هو نحو تعزيز اختيارات الطلاب والطالبات الأكثر حظا في النجاح والتميز للقبول في الجامعات.

وتزايد الحرص من قبل المجتمع الأكاديمي الروسي في ضرورة بناء منهجية في الجامعات لأحداث التغير المطلوب. ولم يقتصر الاهتمام فقط بالمجتمع الأكاديمي، بل تعداه إلى دخول القطاعات الاقتصادية في مشروع التحول الجامعي نحو العالمية، فقد تم الاتفاق بين انترفاكس وهي وكالة إخبارية وشركات اقتصادية للتعاون مع التصنيف العالمي كيو آس على إصدار تصنيف خاص بدول الكمنولث وهي الجمهوريات السوفيتية السابقة من أجل خلق منافسة بين جامعات هذه الجمهوريات. كما تم لاتفاق على إصدار تصنيف بريكس Brics وهو تصنيف جديد يضم جامعات خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وذلك لإيجاد منافسات بين جامعات هذه الدول الخمس، لأن هذه الدول هي من أكبر الدول استثمارا في التعليم العالي وفي الأبحاث والتطوير. ومن شأن هذا التصنيف الجديد لفت الانتباه إلى جامعات هذه الدول على المستوى العالمي. وسيتم الإعلان عن أول تصنيف لجامعات بريكس في 17 من الشهر القادم (ديسمبر، 2013) في منتدى علمي في موسكو.

ولم يقتصر اهتمام السيد بوتن بالجامعات الروسية بل إنه مهتم كثيراً بدعم الطلاب الروس للدراسة في الجامعات العالمية المتقدمة في تخصصات الإدارة التربوية، وإدارة الدولة، والإدارة البلدية ثم في التخصصات التقنية، وهذا ما عكسه اهتمامه بأن مؤسسات التعليم العالي هي القوة الناعمة التي يمكن أن تحدث التغيير في وجه الحياة والاقتصاد الروسي. ولابد أولا من خلق المنافسة بين الجامعات وما ينضوي تحته من طلاب وأعضاء هيئة تدريس، كما أن التنافس على الريادة العالمية سيؤدي حتما إلى الارتقاء بالجامعات الروسية إلى مستويات عليا من خلال دخولها في التصنيفات العالمية.

alkarni@ksu.edu.sa

المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب