قصص قصيرة جداً
عبدالعزيز الهاملي

مقولات

لليل فسحة صمت وحزن دائب.. ففي المدن ينزاح هذا المخلوق بفعل الأضواء حتى لا تكاد تسمع عنه، وفي الريف يظل وقت من عتمة لا تميز فيه سحن الغرباء أو ذوي القربى.. الليل فحمة الظلمة وصندوق التعب، وفي عتماته مواعيد مبهمة لعشاق يغيبون في ناي فلاتهم..

مقولات

للموت لغة تتفصد بدم الكلمات:

ـ هذا المقتول.. ترى من قاتله؟!.. غواية الموت مشهد يهيل صعاب البقاء كرمل منساب في حفر الحدس والتخمين.. من قاتله؟!

حلم

رقدة الموت تشبه رقدة المنام، في الأولى يرتشف ماء الأبدية، و في التالية يرفرف حلم أو نعاس تبتره كوابيس شاقة.

هجس

من أنشأ المدن قيل إنه هارب من جحيم الفلاة، فما تركه من ألم خلف ظهره ألفاه أشد فتكاً في مدن الحجارة والأسمنت والحديد والزجاج.

تسلق

الشبح يتسلق كل شيء بلا أقدام.. لا حاجة لديه في العدو طالما أن هناك من يعدو عنه هارباً..

حرب

مدية لا تكفي طالما أننا في أتون حرب تلمحه في هذا الغبش المنذر بشؤم اللقاء.. فالسلاح فاكهة الحرب، وقوته الدم، والمكان موعود بدوي البارود، ورجفة الآهة لجريح يحتضر.

رياضة

الهرب رياضة الجبناء الذين لا تسعفهم فرائصهم في الثبات، لكنها باتت رياضة يمارسها الجميع.. لتركض كأنك هارب.. فليس اجبن من أن تتصنع التريض في شارع مفتوح.

هجس

دون المستقبل مجهول ينتسب لزمن آتٍ.. تربقه الأمنية بحلم الوصول، بل تطلب المزيد من التطلع لوعد الآني لعلك تئد بعض الأسقام..

وصية

لا تسرف في طلب المال بين طوابير البشر، ففي عينيك خيط رفيع يكشفه النافح.. فالمال كمين تعده شهوة الحياة بمكيدة.. فالجميع متسولون لكن بطرق مختلفة.

الانحناء

هناك في بهو الفضائل من يمسد لحيته ويحرك السواك في كل الاتجاهات من فيه.. يصف الانحناء بأنه لغة شاذة، بل يؤكد أنه صنيعة المال، وأخرى يسترشد في ولادته من مفارقة بين النبل والوضاعة.

القوت

البحث عن قوت وكساء رحلة شقاء، تحسبه اكتفاء وهو في الأصل مكابدة في متاهة لا تنتهي.. الطعام بلا أفواه والجوع بلا جياع.. أشباح الفاقة لا قدرة على نهرهم.. سائل يتشبث بمقولة:

“نهر السائل جرم وشناعة”.. زمن لا تحصي فيه أهل الفاقة وتكاثر فاقاتهم..

سائلو المدد.. يدعون على الدوام وبشيء من التضليل أن لهم حقا بكل ما لديك.

انغماس

طلب الدنيا رسالة خاطئة. تفتر بها أفئدة، وتلهج بها ألسن، كأنه غاية النقاء حينما تغمس مطالبك ببكاء حارق حول المصيبة التي تعيشها، لتستدر عطف من هو في رحلة بحث عن دنياه.

ادعاء

عصابيات مرة وتلوى في عرض الطريق.. رجل يكشف موهبته بدواعي الاسترزاق.. آخر يمارس الالتواء. واحدة تتمرغ على الرصيف وبجوارها طفل! على أيهم تحن السابلة ؟!

- الرياض 3-1-1433هـ