Friday 22/11/2013 Issue 15030 الجمعة 18 محرم 1435 العدد
22-11-2013

تفجير على باب السفارة الإيرانية !

الجديد في قراءة تفجير السفارة الإيرانية - قبل أيام -، أن الصراع على الأراضي السورية، قد انتقل هذه المرة إلى ساحات بيروت الداخلية، - خصوصاً - بعد دخول تنظيم القاعدة كطرف رئيس في التفجير، والتي باتت - اليوم - مظلة للعمليات الإرهابية. ولا يستبعد أن تكون القاعدة نفذت هذا الهجوم المزدوج بدعم من نظام الأسد، وحزب الله اللبناني ؛ حتى يبدو مشهد الثورة السورية، وكأن نظام الأسد لا يحارب الثوريين السوريين، إنما يحارب القاعدة على الأراضي السورية، حسب تحليل - نائب رئيس الجالية السورية في القاهرة - نزار الخراط، فيما يدور السيناريو الثاني، حول عدم وجود علاقة بين التفجيرين، والحرب السورية، وهو احتمال ضعيف ؛ لكنه يظل قائماً، أما الاحتمال الثالث، فهو أن تكون القاعدة أرادت من الهجوم، أن تؤكد أنها عنصر فاعل في أي أحداث تجري في الشام، وأنها ما تزال تحتفظ بذراعها الطولي في رسم ما يجري بتلك المنطقة، - سواء - في سورية، أو في لبنان، - وبالتالي - فهي تريد توصيل تلك الرسالة إلى لجميع، - بما في ذلك - إيران، وحزب الله اللبناني.

آفة الإرهاب ستهدد لبنان، وتحييده عن أي صراع إقليمي، قد يهدد أمنه، وسلامة أرضيه حق مشروع. ويتطلب الأمر - حينئذ - ضرورة التعاون ؛ لمواجهة الأخطار، واجتثاث أسبابه قبل استفحالها؛ وإبعاد لبنان عن الحرائق المحيطة به، وتجنيب المواطن اللبناني مخاطر التورط العسكري في الأزمة السورية. فأرواح اللبنانيين أصبحت مهددة، وأمنهم بات مكشوفا. كما أن لبنان لا يمكن أن يتحمل انعكاسات نزاعات إقليمية على أرضه، - وبالتالي - اتساع رقعة الاستهداف، والتفجير بشكل مدمر.

أُقحمت لبنان في فتنة داخلية، من المحتمل أن تجره إلى ويلات قادمة. فقتال حزب الله اللبناني في سوريا، هو من تسبب بنقل الحريق إلى لبنان، ولو بشكل تدريجي، ولا أحد يعلم متى ستنفجر القنبلة القادمة، واشتعال جبهة النار على أراضيه - مرة أخرى -. ومن حقنا أن نتساءل : لماذا يبادر حزب الله إلى إشعال فتيل الحرب، أو العمل على إشعال حرب إقليمية، يكون محور، ونقطة البداية، والنهاية هي إيران ؟. وهل يريد حسن نصر الله إشعال المعارك الطائفية بين السنة، والشيعة، والتي تعتبر ظلا حقيقيا، وانعكاسا طبيعيا لما يحدث في الداخل السوري؟.

أخشى، أن يسير لبنان نحو المجهول ؛ نظرا للتناقضات الطائفية التي لم تعد تحتمل، فهناك من يدفعه نحو النار المشتعلة في سوريا، ولا يمكن بحال أن نغفل التداعيات الإقليمية في المنطقة. وفي كل الاحتمالات، فإن إيران لن تسمح بإنهاء نفوذ حزب الله في لبنان، من دون عقد صفقة تنجز بها برنامجها النووي، وتحكم قبضتها أكثر على العراق، - وكذلك - سوريا ؛ لضمان استمرارية وجودها كلاعب رئيس في المنطقة، والعمل على ترجمة مشروعها الإقليمي.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب