Friday 22/11/2013 Issue 15030 الجمعة 18 محرم 1435 العدد

كيف تدير صفّك بدون ضبط ؟!

محمد بن إبراهيم فايع

أنا كثيراً ما أحاول في حديثي مع زملائي المعلِّمين وفي الدورات المقدّمة لهم، الابتعاد عن كلمة (ضبط الصف) لأنها توحي بالشدّة والرقابة، وتقييد الحركة، وهذه أساليب تتنافى مع أسلوب إدارة الصف وفق أساليب تربوية تسمح للطالب أن يتحرك بحكم ميله للحركة، خاصة في المرحلة الابتدائية، أكرر (إدارة الصف)، ولذلك من الجميل أن يتعلّم المعلم كيف يدير صفه، وليس يضبط صفه، وهناك فرق كبير بين المعنيين، أو المفردتين ؛ عموماً المعلم الناجح يدير صفه من خلال استعماله لإيماءاته، حركات عينيه، وإشارات يديه، من خلال استعماله لنبرات صوته والتلوين في هذا لجذب التلاميذ عند انصرافهم، ولشد انتباههم بما يتناسب والقراءة التعبيرية للنص المقروء، دون أن يحتاج ليتوقف، وبالتالي يعيق حركة الدرس وتسلسل إجراءات الحصة، مع كل وقفة يصرخ فيها على طالب لم ينتبه معه، أو عند طالب يتحرك كثيراً، أو مع طالب يصدر فوضى، أو يجد نفسه وقد أمسك بالعصا، أو استعمل أي نوع من أشكال العقاب البدني، في إدارة الصف قد يعمد إلى استخدام التنبيهات الجمعية نحو السبورة مثلاً، أو يطلب من طلاب الصف الانتباه معه نحو الوسيلة التي يحملها، أو ينظر إلى الطالب مصدر الفوضى أو المنصرف عن نشاط الحصة، ثم يتحرك ببصره نحو الطلاب المتابعين معه، فتكون بمثابة رسالة لمصدِّري الفوضى، أو يستخدم كرة من القطن يحملها في يده فكلما شاهد طالباً ليس مركّزا معه أو ليس منتبها، يرمي له الكرة ويطلب منه إعادتها، لكن لا يفعل الحركة هذه كثيراً، فتتحول للعبة مسلية قد يعشقها الطلاب، ومن ثم يصطنعون الفوضى وعدم التركيز مع المعلم، أو يطلب من كامل طلاب الفصل أن يقفوا، ثم يطلب منهم القيام بحركات رياضية، أو رقصة شعبية يخرج بهم من أجواء الدرس قليلاً، وكأنها بمثابة، إعادة شحن طاقة النشاط والانتباه والتركيز، وقد يلقي نكتة ذات مضمون هادف ليضحك الطلاب بهدف تفكيرهم، وقد يدرّبهم على أن يكونوا هم مصدر إدارة الصف إدارة ذاتية، فيكلِّف بعضهم بإلقاء أسئلة على بعضهم، أو الكتابة على السبورة، أو المشاركة في مشهد تمثيلي، أو القراءة للنص المكتوب في الكتاب أو على السبورة، أو إعادة سرد الدرس أو بعض نقاطه، وفي أثناء هذا الحراك الذي يقوم به المعلم، يستخدم مبدأ الثواب وأساليب التحفيز المادية والمعنوية التي تشجع جميع طلابه على التفاعل معه في حصته، وداخل فصله، هذه بعض من أساليب الخبرة التي جمعتها لكم من خلل عملي في التعليم، كنت أمارس بعضها مع طلابي، بعيداً عن الكلام المنظّر في الكتب، فهي إجراءات بسيطة يمكن لكل معلم القيام بها وليست مستحيلة.