Friday 29/11/2013 Issue 15037 الجمعة 25 محرم 1435 العدد
29-11-2013

الفنان يوسف أحمد ومكاسب برائحة الوطن

للمكاسب والمكتسبات صور وصفات ومواصفات.. لها في النفس مطمع.. وفي الوجدان سعادة وفيها للعقل دور وأهمية.

وليس هناك أرقى ولا أسعد من منجز يحقق لنا مكتسبا أو مكسبا، يبدأ من حدود الاسم إلى مساحة أبعد قليلا نحو الأسرة والمجتمع الصغير أو إلى حجم من الاعتزاز أكبر وأجمل، حينما يهدف إلى الارتقاء بالوطن ورفع رايته وشأنه في أي محفل صغير كان أو كبير.

هذه المشاعر انتابتني وأنا أقرأ وأتابع إنجازات الفنان القطري يوسف أحمد وتحقيقه للحضور الدولي وريادته على مستوى قطر أو الخليج وصولا إلى منافسة كبار الفنانين في مزادات الفنون العالمية.. فنان يعرف دوره ويعي أهمية رسالته، ثابر وبحث وجرب، عطر جبينه بتراب الخليج وبلله بمياه بحره وكان له وفيا بإبداعه، لم تجذبه مغريات فكر الآخر أو تبعيته، ولم يصغِ لوساوس من يبحثون عن مثله ليكون أداة ومعولا لهدم فكر مجتمعه تلقى دراسته الفنية خارج وطنه من -جامعة حلوان- إلى كلية الفنون الجميلة في أوكلاند - أمريكا وعاد إلى وطنه كما خرج منه ولاء وانتماء، وسعيا لرفعة شأنه، يقول في أحد اللقاءات الصحفية أن اهتمامه بأرضه وبيئته والبحث في تفاصيل الجمال فيها هي التي أسهمت في تحقيق كل هذا النجاح الذي حققه على مستوى العالم أجمع.

يفخر الفنان أحمد الذي يوصف بصديق البيئة بأنه (المخلص لمحليته) وبهجره كل ما هو غربي، كل ذلك حتى يعبر للجمهور عن طاقات وإمكانات عليه أن يقدمها للعالم (من خلال وعيه بمحليته) التي من دونها يصعب عليه أن (يخلع رداء شخصيته).. هنا نقف كما وقفنا كثيرا أمام عباراته الرائعة الصادقة التي لا يتكلف عند إلقائها والإعلان عنها، لا يغلف إبداعه بتبريرات وهمية ولا يخادع جمهوره، ولا يخون أرضه وناسه، سخر إبداعه للارتقاء بذائقة من حوله، ومن يتابعه.. ومن يدهش بمصداقية تعامله مع كل جزء في وطنه.. فكسب واكتسب الحب والشهرة والريادة..

هنا نختم بالقول إن الريادة ليست بكثرة المعارض أو بطرح ما يصدم العقل ويؤلم الوجدان أو يشوه الحقائق أو يثير الغرائز، وإنما فيما يوازي الكلمة الطيبة أصلها ثابت وفروعها تمنح العقول التفكر والتأمل وتمنح مبدعها الإعجاب.

monif.art@msn.com

فنان تشكيلي

مقالات أخرى للكاتب