Friday 29/11/2013 Issue 15037 الجمعة 25 محرم 1435 العدد

قصة قصيرة

نكران العشرة
محمد عبدالعزيز اليحيا

عاشت مع زوجها وأسرتها المكونة من سبعة أبناء بنين وبنات رغم سعي الزوج لإسعادها حسب قدرته، والعمل على تلبية طلباتها وطلبات الأبناء، إلا أن حياتها معه كانت حياة مجاملة من جانبها، لا أكثر ولا أقل.

فتطلعاتها تفوق قدراته المالية، وجاءت تصرفاتها لا تتناسب مع سنها؛ إذ إن عمرها يفوق الخمسين، فكانت تسعى باستمرار لتقليد المراهقات من حيث التسريحات واللباس الضيق والتردد على محال الخياطة، ومع ذلك كان يسايرها مجبراً لعلة يثمر فيها.

فقد ظل يحلم بالكلمة الطيبة منها أو ابتسامة، لكن هيهات هيهات. كانت بداية تشتت الأسرة وتفرقها بالسعي لتزويج البنات؛ إذ تحقق لها ذلك، ثم بدأت حياة المراهقة المتأخرة بعد أن تم طلاقها من زوجها.. لتتعلق بأحد أقربائها؛ إذ نسجت خيوطها حول رقبته فأوهمته بالحب، فانطلت عليه الحيلة، وما هي إلا أيام إلا ويطلقها، وعاد إلى زوجته فاراً منها.

زوجها السابق ووالد أبنائها بعد أن افترقا بأبغض الحلال - وهو الطلاق - عوَّضه الله خيراً بالزواج من أخرى، ورُزق منها بأبناء، وعاش حياة سعيدة مستقرة، فهو لا يكف عن تأنيب ذاته حينما يتأمل ضياع العمر مع الزوجة الأولى، إلا أنها رغم الطلاق والفراق شنت الحروب عليه، وجعلت أبناءه كافة من بنين وبنات يقاطعونه.

عاشت المرأة بعد تطليقها منه حياة الوحدة والعوز، فظلت تتمنى أن يتكرم أحد الأبناء بزيارتها، ولم تكن تحظى سوى بزيارات قصيرة مرة كل أسبوعين، وربما أكثر.. أما زوجها السابق ووالد أبنائها فقد عاش آخر أيامه سعيداً مع امرأة قدَّرته ووهبته كل الحقوق وحسن التعامل.

Mhd1999@hotmail.com