Friday 29/11/2013 Issue 15037 الجمعة 25 محرم 1435 العدد

أخلاقيات الإداري

يأتي صدور هذا الكتيب حول أخلاقيات الإداري في الوقت الذي يشهد الكثيرون من الأفراد والمؤسسات المدنية وغير المدنية ممارسات سلوكيات إدارية بعيدة كل البعد عن الأخلاقيات المهنية والاعتبارات الدينية والإنسانية، وأبرزها موضوع الفساد الإداري وما يترتب على ذلك من مفاسد على العباد. الكتيب، للمؤلف فياض بن أحمد العنزي، الذي يقع في (42) صفحة، والصادر العام (1432هـ) يثير إلى مجموعة من الموضوعات ذات العلاقة بأخلاقيات الإداري.

مفهوم الإدارة الإسلامية:

أولاً: الإدارة العامة:

تعرف الإدارة العامة على أنها: تخطيط وتنظيم وتنشيط ومراقبة الموارد المادية والبشرية الثابتة للدولة في ظل القوانين واللوائح القائمة والنظام السياسي السائد لتحقيق أهداف الدولة الخاصة بإشباع حاجات المجتمع.

ثانياً: مفهوم الإدارة العامة من منظور إسلامي:

وصف التنظيم الإداري في الإسلام: ان العمل عبادة وجزء لا يتجزأ من الدين أيضاً وهو جهاد يثاب فاعله والالتزام به واجب وتحسينه وتبسيطه إجراء وأداء مطلوب).

كما أن التنظيم الإداري في الإسلام يعتبر ظاهره وباطنه وسيلة لا غاية في حد ذاته يسعى إلى تحقيق مفهوم استخلاف الإنسان للأرض واستعمارها على أسس تعبديه واضحة امتثالا لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.

ثالثاً: تميز الإدارة العامة من منظور إسلامي بعدة خصائص مقارنةً بالإدارة العامة في الفكر الغربي:

1 - إن الإدارة في الإسلام تمارس نشاطات مباحة من أجل الوصول إلى أهدافها، وتتفق مع روح المصلحة العامة والإطار العام الذي رسمه لنا الله سبحانه وتعالى.

2 - إن الإدارة في الإسلام من خلال نشاطاتها الصالحة المتمثلة في تقديم خدمة أو سلعة مباحة تسعى إلى تحقيق أهداف مشروعة تنضوي تحت مفهوم عبادة الله - عز وجل - امتثالاً لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.

3 - إن الإدارة في الإسلام تمارس أعمالها وتقديم خدماتها المشروعة إلى جميع الناس بلا تمييز وعلى أساس من العدل والمساواة.

4 - إن القائمين على شؤون الإدارة الإسلامية يقومون بواجباتهم رؤساء ومرؤوسين على مستوى عال من المسؤولية شعوراً منهم بثقل الأمانة ومراقبين أنفسهم برقابة ذاتية ابتغاء رضا الله تعالى عليهم أولاً وقبل كل شيء.

5 - إن الإدارة في الإسلام تقوم بمهامها وفقاً لقواعد وأحكام قانونية واضحة مصدرها الشريعة الإسلامية والعمل بهذه الأنظمة ليست قضية اختيارية بل واجب حتمي عليهم.

6 - إن الإدارة في الإسلام بأصولها وأحكامها الأساسية المقررة والاجتهادية وبنشاطاتها المباحة وأهدافها المشروعة وتعاملها مع الجمهور بالعدل والمساواة والإحسان.

الفصل الثاني:

مفهوم الأخلاق

عرّف لسان العرب الخلق بمعنى السجية والدين والطبع، وحقيقته وصف لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها.

فهناك عدة مصادر يستمد منها الفرد الأخلاق ويتبناها في سلوكه وتعاملاته مع الآخرين وعن طريقها يميز بين ما يتوافق مع أخلاقه ويطبقها وما يتعارض مع أخلاقه ويعارضها أو يتجنبها، وهي:

1 - الدين:

فديننا الإسلامي أمرنا بالتقوى والعدل والاستقامة واتباع هدى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أخلاقه وحسن المعاملة ونهانا عن الفحشاء والمنكر قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } (90) سورة النحل.

2 - الذات:

فعند اعتناق الفرد لأخلاق معينه (مبادئ وقيم ومعتقدات) وتمسكه بها وتبنيها في تعاملاته يقوم بضبط تعاملاته لتتماشى مع أخلاقه وما يراه بأنه مناسب له ويحقق مصالحه عبر نظرة فردية وتقدير شخصي منه، فيقوم الشخص بعرض ما يراه من ممارسات على ذاته فإن وافقت قيمه ومبادئه أجازها وساندها وان تعارضت معها تركها أو أعترض عليها ونبذها.

3 - الأسرة:

حيث تنقل الأسرة سلوكها وأخلاقياتها إلى أبنائها وينشؤون في ظل هذه الأخلاقيات وبدورهم يتبنونها ويمارسونها وينتقلون بها معهم إلى المنظمة.

4 - المؤسسات التعليمية:

والتي تلعب دوراً في تعزيز السلوكيات التي يحملها الأفراد أو محاولة إعادة تشكيل سلوكياتهما وتوجيههم وتوعيتهم نحو الأفضل.

5 - المجتمع:

فالمجتمع الذي تسوده أخلاقيات معينة كالصدق والوفاء ينقلها إلى أفراده بشكل أو آخر وتنعكس على ممارساتهم وتعاملاتهم فإما أن يتبناها الفرد لما يراها تحقق له ذاته وطموحه ويتبناها بذاته أو بتأثيرها على الأسرة ومن ثم على الفرد.

6 - القيادة القدوة:

فالقيادة الإدارية الناجحة تستطيع أن تغير في سلوكياته الموظفين وأن تغرس فيهم فضائل الأخلاق عبر تمثيلها للقدوة الحسنة لهم ولنا في الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب.

عرض الدكتور - عبدالرحمن بن محمد القحطاني - كلية الملك خالد العسكرية