Saturday 30/11/2013 Issue 15038 السبت 26 محرم 1435 العدد
30-11-2013

دربك خضر

قدم النصر في لقائه بالهلال.. مستوى كبيراً.. واصل به عروضه المتميزة هذا الموسم.. لذا فلا غرابة أن يعود للصدارة مجددا.. بعد كسبه للمواجهة.. التي ستمنحه المزيد من الثقة للسير نحو اللقب.

إحقاقا للحق فإن نتيجة اللقاء ذهبت لمن يستحقها.. فالنصر ظهر من الناحية الفنية والتنظيمية.. بصورة تشد الانتباه.. في المقابل فإن الطرف الآخر الهلال لم يستطع التعامل مع المباراة بالشكل الصحيح.. بل إن الكرة في أغلب الأحايين كانت تسير بين أقدام اللاعبين باجتهادات فردية.. واستسلم الزعيم الذي كان مسيطرا على مواجهات الفريقين ردحاً من الزمن لمنافسه بكل سهولة.

الأداء الهلالي كان بطيئا.. وغير منسجم نهائيا.. ولم يستطع أي من لاعبيه إيقاف الفوضى التي كانت حاضرة بفريقه.. ولم يستطع أي لاعب هلالي أن يدير الفريق بشكل صحيح داخل الملعب.. ويحفظ التوازن لفريقه.. على عكس الفريق النصراوي الذي لعب بطريقة منهجية.. اعتمدت على التوازن ما بين الدفاع والهجوم.. وإخضاع مفاتيح اللعب بالهلال نيفيز وسالم وكذلك العابد لمراقبة صارمة من ثلاثة محاور شراحيلي وغالب وخميس.. واللعب على الاستفادة من الثغرات الموجودة بخط الظهر الهلالي وقبلهم حارسهم.

في لقاء الديربي ظهر الفريق الأزرق من الناحية الفنية والتنظيمية.. وكذلك في التهيئة النفسية.. أقل وبكثير من الفريق الأصفر.. وكان بإمكان الفريق النصراوي أن يسجل فوزاً تاريخياً لو أستغل الفوضى الهلالية.. وكان بإمكان أي لاعب نصراوي هز الشباك الزرقاء.. بما فيهم حارسهم المتألق العنزي.

جميع من قابلهم الهلال.. دقوا جرس الإنذار.. وكشفوا واقع دفاع الفريق (المتهالك) وأنه بوضعه وظروفه الحاليين.. لن يكون الفريق قادرا على المواجهة في مراحل الحسم.. لكن الهلاليين تعذر عليهم صنع نصف مدافع مطلوب منه أن يشتت الكرة فقط.. دون إهدائها على طبق من ذهب للمهاجمين.. أيضا عجز الهلاليون عن تأمين (حارس) بديل للسديري الذي من غير الممكن أن تراه يذود عن مرمى فريق البطولات.. فالهلال لم يكن بحاجة للخسارة من النصر حتى يكتشفوا مكامن الخلل بفريقهم..!

عموماً.. مبروك للنصر النتيجة والمستوى أمام الهلال.. فهو يستحق أن نشيد بما قدمه.. من روح وعطاء.. وبرأيي أن النصر بات دربه أخضر بالسير نحو اللقب.. نظرا لقيمة الانتصار النقطية والمعنوية في الدوري.. التي ستجعلهم يخوضون بقية مبارياتهم بثقة الفريق البطل.. الواثق بقدراته.. وجدارته بالكسب.

قبل ديربي القصيم

لا يختلف اثنان على التنافس الكبير الذي يجمع التعاون بالرائد.. فالتنافس بينهما يحتل مرتبة عالية.. من الإثارة والمقارعة الفنية.. وزاد من جمال وروعة مبارياتهما وجودهما مع الكبار.. هذا رغم أن معدل الحضور الجماهيري في الممتاز قل عنه وبمراحل عن مواجهاتهما بدوري الأولى.

لقاءات الفريقين وتحديدا مع الكبار باتت الغلبة فيها لمن ينهج (التكتيك) الأفضل من المدربين.. ومن يتعامل بمنهجية ومنطق مع مثل هذه المباريات.. ومن يتبدل (تكتيكه) حسب ظروف اللعب ومنهجية المنافس.. ومن تساعده خبرته وقدراته على التعامل مع ظروف المباراة.. كما حدث في آخر لقاء جمع الفريقين في الموسم الفائت، عندما نجح فيه مدرب التعاون وأخفق فيه مدرب الرائد وأقصد فيها المباراة التي انتهت بتعادل الطرفين بهدفين رغم أن ظروف تلك المباراة كانت تسير لمصلحة الرائد.

التعاون هذا الموسم.. قدم نفسه بصورة مختلفة.. ونتاج العمل الصحيح من مجلسه التنفيذي وإدارته.. في توفير لاعبين محليين وغير سعوديين على مستوى كبير انعكس إيجابا على مستوى الفريق.. مما جعل مدربه توفيق روابح ينجح في توظيف عناصر فريقه.. والاستفادة من قدرتها لتحقيق نتائج جيدة.. بأسلوب (ممتع) أجبر المتابع على الإعجاب به وبفريقه.. هذا فضلا عن تعامل المدرب التعاوني مع ظروف لقاءات التعاون بعقلانية وذكاء.

الرائد مرت به ظروف كثيرة كادت تعصف به.. ومع ذلك تفوق وقدم نفسه بصورة جيدة.. وحقق نتائج معقولة بعضها ممتازة كفوزه على الهلال وتعادله مع الأهلي خارج ملعبه.. بفعل حماس لاعبيه.. واجتهادات مدربه.. وعمل إدارته.. وخسارته بالأربعة من الاتحاد في اللقاء الأخير.. لا تعكس إطلاقا مستواه الحقيقي.. فالمباراة مرت بظروف الطرد المبكر.. وهاجس التفكير في لقاء الديربي.. خاصة أن منافسه التعاون.. قد كسب الأهلي قبل ذلك بيوم مما تسبب بضغوط على لاعبي الرائد.

معطيات كثيرة تشعل الأمل فينا.. وتدعونا للتفاؤل.. وتضاعف طموحنا.. بأن نرى معا لقاء كبيرا.. يقدمه لنا الكبيران التعاون والرائد عصر اليوم.. لقاء بعيد عن التوتر والشد العصبي.. وألا يخرج لنا اللقاء بعض الثرثارين.. الذين يريدون أن يحققوا مصالحهم الشخصية وشهرتهم.. ويكونوا أبطالا على حساب المنافسة الشريفة التي تجمع الشقيقين.. فمن يريد أن يضع المباراة خارج الملعب.. باتوا مكشوفين للجميع.. ولا يعيرهم أحد أدنى اهتمام.. ولا يقام لهم وزن.

yazid1_5@msn.com

حسابي في (تويتر) almshyqh@

مقالات أخرى للكاتب