Sunday 01/12/2013 Issue 15039 الأحد 27 محرم 1435 العدد
01-12-2013

الأثيوبيون والعسل ..!!

حين أتابع سلوك الأثيوبيين مع ما استجد بعملية تطبيق الأنظمة في المجتمع، وما يحدثونه من «تمرد»، ويشيعونه من «ربكة».. و»فوضى» بلغت حد الاعتداء، والتظاهر، والمساس بالمقدرات العامة، بل الخاصة، إذ بلغ ببعضهم التمرد إلى اقتحام البيوت الخاصة وسلب ما فيها من أثاث، ومال، وغذاء..، وقطع الطرق، وترهيب الناس، ينطبق عليهم المثل الذي جرى على الألسنة: «استوْحشْ من جوع الكريم، ومن شبع اللئيم»، فالشاعر قال: «متى تضع الكرامة في لئيمٍ فإنك قد أسأت إلى الكرامة»،.. وآخر أكد هذا المعنى بقوله: «إن أنت أكرمت اللئيم تمردا».. ذلك لأن هؤلاء قد غرقوا في كرم هذا المجتمع سنين عديدة، يتحرّكون كما يشاءون، ويعملون في البيوت بأعلى الأجور، ويتحكمون في نوعية عملهم، ويسكنون في مناطق خصتهم وحدهم، ويستطيعون تمرير بقائهم غير النظامي بطرق مختلفة..، وحين حزب الأمر ظنوا أنهم ملكوا حريتهم، وأصبح بقاؤهم غير النظامي حقاً لهم، وليس لأحد أن يردهم إلى جادة النظام.. لذا يعاني معهم الآن رجال الأمن فيما يحدثونه من تمرد..

تحدث الكثيرعنهم، ولا يزال يتحدث الأكثر في شأنهم، غير أن تمادي الأخبار عن سلوكهم غير الحضاري، وآخرها الخبر الذي نشر في عدد الأمس، أوضحت فيه الصحف ما سلكوه إمعاناً في التمرد بإغلاق الطريق السريع بين مكة، وجدة، هو الذي بعث أسئلة كثيرة كنت أرددها على مسامع من أعلم بأنهم يتيحون لهم أن يعملوا لديهم بلا إقامات في بيوتهم،.. إنهم نالوا بيننا من الدلال، والاحتواء ما لم ينله غيرهم، فهم يتمرعون في أعمالهم عند الكبار، والصغار، وهم ينالون الثقة حتى في الإشراف على صغار الأبناء في الأسر بثقة مطلقة فيهم، وكذلك في التعامل مع الأموال داخل الأسر، وخاصة ما يملك الفرد امرأة ورجلاً في البيوت، كبرت هذه البيوت، أو صغرت، ارتفع صاحبها منزلة، أو كان من المتواضعين.. هذه الثقة المطلقة فيهم، وهذا التمييز الخاص لهم في مجتمع العمالة، خلط لدى هؤلاء الفروق بين الذي هو لهم، وبين الذي هو عليهم، فعميت عليهم معرفة النظام حين أريد لهم أن يخضعوا له..، لأنهم في الأساس لم يعاملوا وفق النظام، وبات لديهم الاعتقاد بملكيتهم في حق البقاء كما كانوا..، من هنا جاءت دوافع تمردهم انبثاقاً من شعورهم بالحق، والذي كان آمناً، وكانوا به «نائمين في العسل»..، فاستيقظوا وقد هزّت تحت أقدامهم عمليةُ تصحيح الأوضاع، هذه الأسرَّة الرخوة..

إن الأفراد في المجتمع الذين كانوا يتعاملون معهم، يفسحون لهم العمل بلا نظام، والذين يمررونهم دون ضمير، والذين يشغِّلونهم بلا هوية، يتحملون وزر هذه الفوضى في كل مرفق له علاقة بهذا الأمر.

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب