Monday 02/12/2013 Issue 15040 الأثنين 28 محرم 1435 العدد

أكثر من موضوع

دخلت المملكة العربية السعودية في موسم الخريف - الشتاء، ولا يزال الطقس معتدلاً خلال الأسابيع القليلة الماضية.. أستمتع جدّاً بهذا الموسم الذي يذكرني بالوقت الذي وصلت فيه إلى المملكة العربية السعودية قبل عام تقريباً وذلك للمرة الأولى. وأرسل إليكم رسالتي الخامسة، آملاً أن تجدوا هذه الرسالة مفيدة وممتعة.

اليوم الوطني لليابان والمملكة العربية السعودية

أولاً وقبل كل شيء، أود أن أتقدم بالتهاني القلبية بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين للمملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 2013م.. إنني واثق بأن المملكة العربية السعودية تتمتع بالأمن والتنمية والاستقرار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وإنها مستمرة في الازدهار والتقدم.. أتمنى أن ستستمر المملكة العربية السعودية في دورها بوصفها دولة رائدة مسؤولة عن الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

وأيضاً في اليابان، فقد قامت سفارة المملكة العربية السعودية بطوكيو بحفل استقبال كبير بمناسبة اليوم الوطني، حيث حضر الحفل عدد من أعضاء البرلمان الياباني ورجال أعمال يابانيين واحتفلوا بهذه المناسبة الرائعة مع الشعب السعودي. وبلا شك، كان المشاركون أجمعهم يأملون فعلاً أن يكون هناك مزيد من النمو في العلاقات الثنائية الجيدة والوثيقة بين اليابان والمملكة العربية السعودية.

أما سفارة اليابان فتقوم بتنظيم إحدى المناسبات المهمة جداً، أي حفل استقبال اليوم الوطني الياباني في شهر ديسمبر من كل عام للاحتفال بِعيد ميلاد الإمبراطور الياباني. وفي الوقت نفسه، نعتبر أن تكون هذه فرصة جيدة لنعبر عن خالص امتناننا إلى الحكومة السعودية والشعب السعودي والسلك الدبلوماسي وإلى جميع الأصدقاء الآخرين لليابان.. خلال هذا الحفل، نحن لا نقوم بتقديم أطعمة يابانية لذيذة فحسب، بل نقوم بتنظيم عروض ثقافية أيضاً مثل الكاراتيه (فن ياباني قتالي). أتمنى مشاركتكم جميعاً لنا في 3 ديسمبر 2013م.

الأزمة في سوريا ودعم اليابان للشعب السوري

لقد مضت أكثر من سنتين ونصف منذ بدء الحرب في سوريا، ولا يزال الصراع مستمراً هناك.. وخلال هذه الحالة الرهيبة، قُتل أكثر من 110 آلاف شخص، من ضمنهم النساء و الأطفال الأبرياء، وأصبح أكثر من 2.1 مليون شخص لاجئ هربوا إلى خارج البلاد.

من الضروري أن يتوقف العنف بشكل فوري، وأن يتحقق حلّ سياسي على يد السوريين نفسه. وفي الوقت نفسه، على المجتمع الدولي أن يوفر جميع أنواع المساعدات بقدر ما يستطيع.. في هذا الصدد، وأنا على يقين من أن مؤتمر جنيف -2، المقرر عقده في المستقبل القريب، أنه سوف يكون خطوة هامة جداً للعملية السياسية التي ستمكّن الشعب السوري من خلالها أن يقرروا مستقبل بلدهم.

قامت اليابان بتقديم مساعدة إنسانية إلى الشعب السوري بما يقارب من 220 مليون دولار، وكذلك إلى الدول المجاورة التي توفر المساعدات اللازمة للاجئين السوريين. علاوة على ذلك، أعلن رئيس وزراء اليابان السيد/ شينزو آبي في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2013م عن مساعدات إنسانية إضافية تصل إلى حوالي 60 مليون دولار.

وفي هذا الصدد، أشاطر المملكة العربية السعودية استياءها من فشل مجلس الأمن إلى التحرك لوقف العنف في سوريا. إن اليابان تعتبر المملكة العربية السعودية دولة رئيسية التي تساهم في المحاولات للسلام والاستقرار في المنطقة. وسوف تقوم اليابان بالاستمرار في التعاون مع المملكة العربية السعودية ليس من أجل السلام والاستقرار في العالم فحسب، بل أيضاً في تحسين دور مجلس الأمن.

زيارة رسمية لضباط القوات المسلحة الملكية السعودية إلى اليابان

إن تعزيز التبادلات الدفاعية، هو من أحد أبرز نتائج زيارة رئيس وزراء اليابان السيد/ شينزو آبي إلى المملكة العربية السعودية في إبريل من هذا العام. حضر ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية السعودية ثلاث ندوات متعددة الجنسيات أقيمت في اليابان مؤخراً. شارك كل من الضباط الثلاثة بوجهات نظر عامة بنجاح ليس مع الضباط اليابانيين فحسب، بل أيضاً مع ضباط أجانب آخرين من المشاركين. وبالإضافة إلى ذلك، فمن المؤكد أنهم قاموا بتعزيز التفاهم والصداقة المتبادلة طوال تلك الندوات. إن استمرار تلك الندوات مفيد من أجل تعميق التبادلات الدفاعية بين المملكة العربية السعودية واليابان.

عمل واقعي لمعالجة وضع محطة فوكوشيما للطاقة النووية

أود أن أغتنم هذه الفرصة لتحديث المعلومات المتعلقة عن الحالة الراهنة لمحطة فوكوشيما داي إتشي النووية لتوليد الطاقة التي تديرها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (TEPCO). لقد تم الإعلان عن أن هناك تسرباً للمياه المشعة الملوثة. ومع ذلك، حتى الآن، لم يتم الكشف إحصائياً عن زيادة تركيز الإشعاع الخطير في البحر خارج ميناء محطة فوكوشيما داي إتشي النووية لتوليد الطاقة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية. بناءً على هذه الحقيقة، إن اليابان والأطعمة اليابانية هي آمنة. إن نتائج الرصد خارج الميناء هي أقل من مستويات منظمة الصحة العالمية لجودة مياه الشرب باستمرار، وبالإضافة إلى ذلك، تعتمد اليابان على أعلى مستوى قياسي عالمي للمياه والغذاء بالتنسيق مع المعايير الدولية. تقوم اليابان بإجراء مراقبة وإدارة توزيع صارمة، إن سلامة الماء والغذاء مضمونة في اليابان. وأيضاً، تبذل حكومة اليابان جهوداً واقعية لضمان نشر معلومات دقيقة.

تعتزم اليابان تقديم مساهماتها في تنمية الاستخدام الآمن للطاقة النووية في العالم عن طريق تقاسم الخبرات من خلال تقديم أعلى مستوى للتقنية أمام العالم. في ظل التقييم العالي المتاحة لهذه التقنية من قِبل المجتمع الدولي، منه المملكة العربية السعودية، تتعاون اليابان مع المجتمع الدولي لتقديم محطة جديدة للطاقة النووية، وتقوم الشركات اليابانية المتخصصة في مجال صناعة الأدوات والمواد المتعلقة بالطاقة النووية بالتأكد دائماً من أن جميع هذه المواد المصدرة تلتزم بلوائح السلامة في البلدان المعينة.. وبالإضافة إلى ذلك، فإن اليابان تحذر دائماً من الآثار البيئية والاجتماعية التي قد يؤدي إليها إنشاء محطة جديدة للطاقة النووية.

خطبة دولة رئيس وزراء اليابان السيد/ شينزو آبي في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول موضوع (مجتمع تتألق فيه النساء)

في الجمعية العامة للأمم المتحدة لهذا العام، شدد رئيس وزراء اليابان السيد/ شينزو آبي، أن تحريك قدرة النساء هي القوة الكبيرة لتنمية الوطن ولإنشاء «مجتمع تتألق فيه النساء»، والذي سوف ينشّط اليابان وبالتالي العالم.

صرح رئيس الوزراء آبي في خطبته عن نيته لتنفيذ المساعدة الإنمائية الرسمية التي تزيد على ثلاثة مليارات دولار على مدى السنوات الثلاثة المقبلة لبناء مجتمع كهذا في الدول النامية، وذلك من خلال (1) زيادة مشاركة النساء في المجتمع وتمكين النساء، و(2) بذل المزيد من الجهود في مجال الرعاية الصحية والطبية للمرأة، و(3) تعزيز مشاركة وحماية المرأة في بناء السلام والأمن وتجنب الصراعات.

وفي هذا الصدد، تقدر اليابان الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة في مجال حقوق الإنسان. وخاصة، تعترف المملكة العربية السعودية بأهمية دور المرأة في المجتمع وتبذل جهوداً لحماية وتعزيز حقوق المرأة، مثل: تعيين النساء في مجلس الشورى، وتزويدهن بمزيد من فرص الأعمال. والأكثر من ذلك، يمكن أن نقول، إن احترام حقوق الإنسان يشمل احترام المعتقدات الفردية.. وفي هذا الصدد، ومن الجدير بالذكر، أن المملكة العربية السعودية تشجّع الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، وتعزز أهمية روح التسامح والاعتدال.

بقلم/ جيرو كوديرا - السفير فوق العادة والمفوض لليابان لدى المملكة العربية السعودية