Monday 02/12/2013 Issue 15040 الأثنين 28 محرم 1435 العدد

بعد أن شهد انطلاق أعمال مؤتمر الفتوى واستشراف المستقبل

فيصل بن بندر: جامعة القصيم تسير بمنهج سليم وتتناغم مع المجتمع في مختلف المجالات

بريدة - بندر الرشودي / تصوير - عبدالله الرضيان:

أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز – أمير منطقة القصيم – أن مؤتمر الفتوى واستشراف المستقبل هام في موضوعه ومعانيه ومحاوره، لافتاً إلى أن المسلم في حاجة دائمة إلى مثل هذه اللقاءات وإلى تأصيل أموره ممن يمتلك حق الاجتهاد.

وقال سموه بعد أن شهد انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي للفتوى واستشراف المستقبل والذي تنظمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم, ظهر الثلاثاء الماضي بمقر الجامعة الرئيس, قال: الفتوى تتعرض لأمور كثيرة نلاحظها على قنوات التلفزيون والإذاعات وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بين أخذ ورد وبين طرق لأمور قد تكون بعيدة عن المنهج السليم، لذلك فإن هذا المؤتمر رائع في فكرته ويشكر عليه من ساهم في وضع وتنظيم أموره من لجنة لها مكانتها والمتخصصة في أعمالها وعلى رأسها زميلي الدكتور مزيد المزيد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، الذي يعمل وزملاؤه بجد واجتهاد لتكون هذه الكلية في الموقع والمكان الذي ننشده جميعاً، ولا شك أن الكلية باقسامها ستكون رائدة في كثير من الأمور، والكل ينتظر خريجيها ليحظى منهم في أعماله.

وأضاف سموه: إن هذه الجامعة وعلى رأسها معالي مديرها الأستاذ الدكتور خالد الحمودي، وزملاؤه الكرام من الوكلاء والعمداء لهي تسير بإذن الله بالطريق الصحيح والسليم الذي يؤسس لعلم ومنهج ثابت تقوم عليه حياة المجتمع، وهي بلا شك تسهم في خدمة المجتمع في كل أموره وتتناغم معه خصوصاً في هذا العصر، وأن نحظى من جميع المشاركين من البحوث الجيدة والرائعة والمفيدة التي يجب أن تفعل بالتعامل معها بالشكل السليم، لأن هذه البلاد كما تعلمون تقوم على منهج إسلامي وعلى منهج الشريعة من الكتاب والسنة فإننا نحظى بقيادة رشيدة تؤدي دورها تجاه الإسلام والمسلمين، كما أنها وضعت من أولوياتها خدمة الفتوى في كل أمر من أمورها، نحن نسعد بكل يوم بدعم لهذا المنهج ولهذه القطاعات بشكل واضح وسليم.

كما تحدث مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمة مسجلة ثمن فيها اهتمام جامعة القصيم بموضوع الفتوى والعناية به حيث قال:

أيها الإخوة موضوع الفتوى موضوع مهم في حياة المسلم ويحتاج إلى علم وإلى فهم وفقه في دين الله, موضوع الفتوى يتحدث فيه المفتي عما أحل وحرم الله فيقول أحل الله كذا وحرم كذا، وهذا لايقوله إلا أهل العلم وذوو معرفة بشرع الله، ليست كهوى النفوس فإن من تكلم في دين الله بهوى نفسه وشهوته ضل ضلالاً بعيداً (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه بعد الله أفلا تذكرون).

ومضى سماحته: إذن فالأمة مؤتمنة أولا وقبل كل شيء لتعظيم شأن الفتيا والرفع من منزلتها وبيان خطرها وأهميتها وأنها من القضايا المهمة التي يجب العناية بها والاهتمام بها وقصرها على من له علم ومعرفة وإحاطة بعلوم الشريعة, فلا يفتي إنسان بجهل فإنما من أفتى بجهل فحرم ما أحل الله وحرم ما احل الله وقال على الله بلا علم فقد ضل ضلالاً مبيناً.

وأكد فضيلته أن هذا الملتقى الكريم يجب أن نركز فيه أولاً على أهمية الفتوى وعظيم شأنها وتذكير العلماء وأهل العلم أن يتقوا الله في الفتوى وأن يعلموا أن أمرها عظيم وخطرها كبير, حيث كان سلف الأمة يتورعون عن الفتوى لا عجزاً ولا بخلاً ولكن ليخبروا الناس أن يقدروها قدرها ويجلوها وينزلوها منزلها.

وقال مفتي عام المملكة: إن كثيراً من الناس أخطأوا في مجال الفتوى فمنهم من توسع فيها توسعاً شديداً بدعوى تغير الفتوى بتغير الأحوال وهذا يحتاج إلى عالم ذي علم وبصيرة ويطبقها على أرض الواقع لا عن جهل وهذا أمر خطير فمقاصد وتغير الفتوى ينبغي دراستها والتأكد عليها ووضع قواعد لها.

وإن كل منا يجب أن يتذكر قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} ويجب على من سئل عن مسألة لا يعلم بها أن يحيلها على من هو أعلم منه ويستشير أهل العلم من إخوانه العلماء لتكون فتوى منطلقة من رأي جماعي لا بشكل فردي.

كما أشار معالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد بن عبدالرحمن الحمودي في كلمة إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل تحديات حضارية معقدة تمرُّ بها الأمتان العربية والإسلامية وفي مناخ عالمي تتسارع فيه وتيرة الأحداث والتحولات التي تحتاج إلى نظر واستبصار شرعي يراعي أحكام النوازل ومستجدات الواقع وفقاً للمنهجيات الشرعية والعلمية المعتبرة التي تحمي من مزالق التأثر بالآراء والفتاوى المجانبة للحق.

وأضاف معاليه قائلاً: انطلاقا من إيمان جامعة القصيم بدورها في دعم البحث العلمي وخدمة المجتمع فقد بادرت - ممثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية - إلى تنظيم هذا المؤتمر للمساهمة في الإثراء المعرفي لجوانب الفتوى الشرعية في محدداتها وأسسها وشروطها والمعايير العلمية والموضوعية لبناء وإعداد المفتي وأسباب تنمية الفتوى وصيانتها ومناهج الفتاوى المعاصرة في حقول العلوم المتعددة, ورصد الفتوى في بُعدها المنظور ومداها المتوقع وهو ما يتسق مع الدور الريادي لبلادنا الغالية المملكة العربية السعودية في خدمة الشريعة الغراء وعلومها وحماية الفتوى الشرعية من الإفراط أو التفريط.

فيما قال عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم فضيلة الشيخ الدكتور مزيد بن إبراهيم المزيد: إنه بالرغم من وجود القرآن والسنة النبوية بين أيدي الناس إلا أنه ليس في إمكان الجميع معرفة أحكام الشرع دون وجود من يدلهم عليها ويبين الحلال من الحرام.

وأضاف قائلاً: من هنا جاءت أهمية الفتوى في الإسلام وضرورة العناية بضبطها منهجاً وموضوعاً مشيراً إلى أن كثيراً من أزماتنا الفكرية وأشكالها الفقهية تعود بالتأكد إلى اضطراب منهج الفتوى وعدم تأجيله وفق مراد الله عز وجل.

ومضى بقوله: تزداد أهمية الفتوى في هذا العصر مع التقدم العلمي والعملي والتقني ومع تجدد أدوات الاتصال والتواصل الإعلامي والاجتماعي ومع تعدد مصادر الفتوى وتنوع حاجات الناس المستجدة في مختلف ميادين الحياة المعاصرة ونتيجة لهذه الأهمية البالغة للفتوى توجهت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة إلى إقامة هذا المؤتمر وذلك سعياً من الكلية كي تسهم بحوث المؤتمر في صياغة منهج الإفتاء وصناعة المفتي وتوجيه الانفتاح على وسائل الإعلام والاتصال في قضايا الفتوى والإسهام في ضبط منهج الفتوى عن المعاصرين بأنواعها مؤكداً أن الباحثين سيتناولون هذا الموضوع في ثلاثة محاور: المحور الأول :الفتوى «المفهوم والمنهج» والمحور الثاني «صناعة المفتي» والمحور الثالث «منهج الفتوى في القضايا المعاصرة».

كما ألقى قاضي القضاة بالمملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد هليل كلمة المشاركين أشاد فيها باحتضان جامعة القصيم لمثل هذا المؤتمر الهام الذي يأتي في وقت حساس تمر به الأمة الإسلامية, متطلعاً أن تحقق جلسات المؤتمر الهدف المأمول من إقامته.

كما شاهد سموه عرضاً تعريفياً يحكي مسيرة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة, قبل أن يتفضل بتكريم الرعاة والمشاركين مقدراً لهم مشاركتهم وتشريفهم للمنطقة.