Monday 02/12/2013 Issue 15040 الأثنين 28 محرم 1435 العدد
02-12-2013

منتهى عجزه...!

اقترب الصغير ليلقي عليه تحية الصباح.. لا يتجاوز عمره من السنوات أربعة..

ذهب يتذكّر مبتدأه كيف خُلق وهو لا يدري, وجاءت به أمه دون أن يعلم, ونشأ من المهد لا يحيط ولا يعي ولا يفهم، تلقى اسمه فعرفه, سمع ما يقولونه فتكوّنت بتلقائية فيه حقائق مثل نفسه واسمه , وأهله, ومن ثم من القريب منه, والأبعد، واستقر انتماؤه لاسمه بينما هو في نفسه إن أبصر فلا يجد أنه يعرفها, ولا يفهمها , ولا يحيط ما سيحدث لها مهما بلغ من العلم , ووعى من الحقائق , وحصد من المفاهيم عامها , وخاصها.., بسعة تجعله في مصاف العلماء , أو بضيق يجعله في زمرة الأحياء اليسيرين..

ثم, تساءل: ماذا لو تعمّقنا نحن المخاليق في هذه الحقيقة أكثر، وقارنّا نتائجها مع حال مكابرة الإنسان فينا..؟ تلك المكابرة التي تغطي عن هذا الإنسان فيَّ وفيهم واقع عجزه..

هذا العجز الذي يدل على عدم امتلاك الإنسان حولاً, أو قوة , في نفسه , فكيف يكابر ويظن أنه يملك القدرة في غيره..

سواء في الناس , أو أمور الحياة..؟

مع أنه أخذ يداعب الصغير، ويسأله أن يُعمل نظره في كل ما حوله، ثم يطلق اسماً لكل شيء..

وحين بدأ الصغير يفعل..

ضمّه إليه وهو يتفكّر في تلك المراحل التي مر بها حتى استوى كما هو، وتحققت له معارف كثيرة, وثرية عن كل شيء يمكن أن يساعده على الإجابة عما يسأل، ولسوف يكون هذا الصغير ذات يوم على جادة الطريق إياه..

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب