Monday 02/12/2013 Issue 15040 الأثنين 28 محرم 1435 العدد

عام مضى وعام قادم

تركي بن فهد البعير

الحمد لله الواحد القهار جعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الغفار حكم بفناء هذه الدار وأمر بالتزوّد لدار القرار وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله المصطفى المختار صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار وصحبة الأبرار.

عام مضى وعام قادم - العام الرابع والثلاثون بعد الاربعمائة والألف للهجرة قد طوى بساطه وقوض خيامه وشد رحاله قطعناه من أعمارنا أين ليله؟ أين نهاره؟ أين يومه؟ أين شهره؟ أين صيفه؟ أين شتاؤه؟ أين أفراحه؟ أين أحزانه؟ إنها دوامة الحياة الدنيا التي لا تقف لأحد لا تنتظر أحداً ولا تحابي أحداً.

إن لكل شيء بداية ونهاية وقد ودعنا عام 1434هـ وقد حوى بين جنبيه وفي خزائنه ما حوى من الحكم والعبر والأحداث والغير وأعمال الخير والشر فلا إله إلا الله كم شقي فيه من أناس وكم سعد فيه من آخرين؟ كم من طفل قد تيتم ومن امرأة قد ترملت وكم من متاهل قد تأيم؟ وكم من مريض قوم قد تعافى وسليم قوم في التراب توارى كم من أهل بيت يشيعون ميتهم وآخرون يزفون عروسهم دار تفرح بمولود وأخرى تعزي بمفقود كم من دموع فرح في العيون ترقرقت وعبرات وحزن على الخدود تحدرت آلام تنقلب أفراحا وأفراحا تنقلت أتراحا أيام تمر على أصحابها كالأعوام وأعوام تمر على أصحابها كالأيام.

إنا لنفرح بالأيام نقطعها

وكل يوم مضى يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا

فإنما الربح والخسران في العمل

فالعاقل من اتعظ بأمسه واجتهد لرمسه والليالي والأيام خزائن الأعمال ومراحل الآجال تبلى الجديد وتقرب البعيد أيام تمر فإذا هي أعوام وأقوام تمضي في أثر أقوام، هذا مقبل وهذا مدبر وهذا محسن وهذا مسيء، والكل إلى الله يسير فإليه المنتهى والمصير.

وإن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإن ما بعدها دار إلى الجنة أو النار كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

(إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك).

ذهب عامكم شاهداً لكم أو عليكم فاحملوا زادا كافيا وأعدوا جوابا شافيا كفى قسوة للقلوب وتفريطا في جنب علام الغيوب يا تاركا للصلاة ومتهاونا بها كفاك تركا لما يصلك بالله أتى عليك المحرم ومن بعده صفر وشهر إثر شهر وأنت تنام عن صلاة الفجر والعصر لم تعرف روضة المسجد لك مكانا فأنت دائما في صلاتك تقضي وبسرعة منها تمض.

جعلنا الله وإياكم من المهتدين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والله المستعان وعليه التكلان.