Wednesday 04/12/2013 Issue 15042 الاربعاء 30 محرم 1435 العدد
04-12-2013

الرياض .. هل صار نموها مشكلة؟!

قال المهندس عبدالله المقبل، أمين منطقة الرياض، إن المساحة المغطاة بمشاريع تصريف المطر بمدينة الرياض تصل إلى 26 بالمائة فقط من مساحة المدينة.

وهذه النسبة، بالتأكيد، صغيرة وغير كافية وهي تفسر لنا أسباب غرق المدينة كلما هطلت الأمطار.

ربما يستطيع المختصون في المجال الفني الهندسي تقديم تقارير أو دراسات تتضمن إحصاءات للمقارنة مع العواصم الأخرى في العالم، ولكن من المؤكد أن الرياض التي تفتقر ثلاثةُ أرباع مساحتها إلى مشاريع لتصريف الأمطار هي مدينة تعاني من نقص شديد في هذه المشاريع أياً كانت نتائج الدراسات المقارنة.

مدينة الرياض مدينة عجيبة، فهي نمت وتنمو عمرانياً بشكل مذهل، لدرجة أن الكثير من سكانها لا يكادون يعرفون الأحياء القريبة من مواقع سكناهم، بسبب سرعة تغير ملامح مدينتهم! وهي عجيبة أيضا لأنها أصبحت بمثابة جزر معزولة عن بعضها البعض، بسبب المساحات البيضاء الفارغة التي تحتل أجزاء واسعة من المدينة وتفصل الأحياء عن بعضها البعض.

كيف يمكن لمدينة بهذا التمدد الأفقي المذهل وبما تحتوي عليه من مساحات جرداء فارغة متروكة للمضاربات العقارية المستقبلية البعيدة أن تكون مدينة «طبيعية» مثل عواصم البلدان الأخرى بحيث يكون لديها مشاريع لتصريف الأمطار وغير ذلك من المشاريع الأساسية لكل مدينة، سواء كانت عاصمة أو غير عاصمة؟!

إنني لا أتصور أن بوسع أي مسؤول في قطاع الخدمات البلدية في مدينة كالرياض أن يقدم عملاً يرضى عنه ويقتنع به طالما أن المدينة تنبسط على هذا النحو، وطالما أن الأراضي البيضاء التي تتمدد في أحشاء المدينة تبقى بمنأى عن الرسوم.

فالطبيعة الأفقية جداً للرياض والمساحات الشاغرة الواسعة داخل المدينة تجعل تكاليف المشاريع باهظة والمدة الزمنية لإنجازها طويلة.

فإذا أضفنا إلى ذلك ما قد يحدث من سوء تنفيذ بسبب الفساد أو المعوقات الأخرى التي تتحدث عنها وسائل الإعلام ليل نهار، نجد أن وضع مدينة الرياض والمدن الأخرى ذات الظروف المشابهة هو وضعٌ صعبٌ حقاً.

نحن بحاجة إلى حلول تذهب إلى جوهر المشكلات التي نعاني منها وليس إلى مظاهرها فقط.

فالأراضي البيضاء التي التهمت مساحات واسعة من المدن هي سبب رئيسي لتعثر مشاريع وزارة الإسكان والمشاريع الحكومية الأخرى وليس فقط مشاريع تصريف الأمطار.

وما دامت الأمور على هذا النحو فليس هناك من أمل كبير في حل مشاكلنا وسنظل نعيش على المسكنات التي يزول أثرها عند بروز أول مشكلة، بما في ذلك الأمطار التي تحولت من «نعمة» إلى «مشكلة».

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب