Friday 06/12/2013 Issue 15044 الجمعة 02 صفر 1435 العدد
06-12-2013

هيئة نظافة الطرق!

قد لا تجافى الحقيقة بالقول بأن عدد الهيئات لدينا أصبح في تزايد مطرد مما قد أضحى الوضع وكأنه موضة أو عدوى أصابت هياكل المؤسسات الحكومية لدينا، وقد لا تجافى الحقيقة أيضاً إن قلنا: إن أغلبنا لم ير من هذه الهيئات وجودا أو دورا فاعلا على أرض الواقع،

وقد ينطبق على السواد الأعظم من هذه الهيئات المثل القائل” نسمع جعجعة ولا نرى طحنا”. وكما هو الحال في مجمل أمور الحياة فإن التعميم قد يظلم بعض الهيئات التي أثبتت الأيام فاعليتها وبعضها له تاريخ حافل في العمل الخير الصالح كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهي الهيئة التي ما فتئت تواجه النقد تلو الآخر بسبب تصرفات بعض منسوبيها وهو أمر طبيعي لهيئة عملها مع الجمهور ينتقدها من لا يرضى عما تقوم به من مهام جليلة بالمحصلة الأخيرة. وأغلب الظن أن سبب هذا لنقد يعود ومن خلال المتابعة لسوء في فهم دور الهيئة سواء من قبل قلة من العاملين فيها أو من قبل قطاع من الجمهور أثبتت التجارب أن فئة الشباب تشكل غالبيته.

وعلى كل حال فدور الهيئة مطلوب من غالبية أفراد المجتمع في أمر دعا وشدد عليه الشرع الحنيف في إشاعة ثقافة التناصح بالمعروف لما فيه خير الفرد والمجتمع. ومن الهيئات الناشئة التي خرجت للنور حديثاً ويتوقع لها مستقبل يبشر بالخير هي الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، التي يرأسها شخصية دينامكية تعمل بجد وفاعلية لإنشاء هيئة مختصة بصناعة الإعلام وتقنين العمل به في عصر أصبح فيه الإعلام وصناعته أمرا حيويا ومحوريا في تشكيل الرأي العام نحو مختلف القضايا المحلية والإقليمية والدولية.

وعوداً إلى موضوع عنوان المقالة الذي كان السبب المباشر له مقارنة حال نظافة الطرق بين المدن لدينا وحال هذه الطرق في دول شقيقة مجاورة لنا سبقناها بعقود عدة في ما يخص كل الأمور المتعلقة بالتنمية. طرقنا في حاجة ملحة لوجود هيئة مختصة بصيانتها وتهذيب شكلها المتردي سواء فيما يتعلق بنظافتها أو شكلها العام. قد يقول قائل: إن هناك إدارات متعلقة بصيانة الطرق تتبع وزراة النقل، والإجابة عن هذا التساؤل هي نعم هناك فرق صيانة مهمتها فقط هي صيانة الطرق، وهذا هو حدود مسئوليتها، أما أمر نظافتها فهو أمر لا يعرف له جهة مسئولة عنه، وإن كانت هناك جهود لبعض البلديات في ما يتعلق بنظافة المداخل للمدن منها جهود بلدية محافظة الخرج التي تقوم بجهود واضحة في تنظيف مدخلها الشرقي للطريق القادم من دولة الإمارات العربية المتحدة في عدوى ايجابية يبدو أنها حفزتها لتنهج المنهج المميز والملاحظ في نظافة الطرق الإماراتية.

وقد يكون من الأهمية ربط هذه الهيئة بهيئة قائمة وبطبيعة تقارب العمل المؤمل من هيئة نظافة الطرق. وللوهلة الأولى يتبادر للذهن بأن الهيئة العامة للسياحة والآثار هي الهيئة التي من الممكن أن تقوم بهذا الدور ولتكون هيئة أو إدارة نظافة الطرق هي أداتها العملية في كل ما يخص الطرق بين المدن السعودية من نظافة ومحطات استراحة بمستوى عالمي.

ويمكن للهيئة العامة للسياحة والآثار الاستعانة ببيت خبرة عالمية لوضع خطة كاملة لكل ما يتعلق بجعل الطرق السعودية مثالا في النظافة. ويمكن إنشاء محطات وقود على كل الطرق بمواصفات واحدة ومن ثم تأجيرها لمستثمرين على أن تسحب منهم إذا لم يلتزموا بشروط نظافتها وتشغيلها. ويمكن للهيئة المقترحة أن تكون أيضاً مسئولة عن نظافة كل مشاريع النقل العام في مختلف مدن المملكة، مع وضع لوائح لها تنظم علاقاتها مع الجهات ذات العلاقة مثل البلديات وأمن الطرق وغيرها. ولعل القيمة المضافة لإنشاء هيئة نظافة الطرق هو إمكانية توظيف آلاف الشباب العاطل في وظائف سواء توظيفهم في محطات الطرق أو تشغيلهم كمراقبين على مستوي نظافة الطرق ومخالفة كل من يقوم بإلقاء المخلفات، لعل الشيء الممكن ولا جدال فيه بأن عمل هيئة النظافة إذا طبق بالشكل المطلوب ستكون نتائجه واضحة للجميع كالشمس في رابعة النهار، وسيرى مردوده المواطنون والمقيمون والزائرون، وقطعاً لن يكون دورها كأغلبية الهيئات التي قد لا يذكر المرء حتى اسمها.

Alfal1@ hotmail.com

باحث اعلامي

مقالات أخرى للكاتب